كورونا.. إجراءات مشددة في الأنبار وسط سخط السكان
شفق نيوز/ باشرت مديرية صحة محافظة الانبار غربي العراق، يوم الخميس، بنشر مفارز صحية في كافة مناطق المحافظة بالتزامن مع بدء تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا.
وحرصت مفارز الصحة على التأكد من ارتداء الكمامات وتطبيق الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها خلية أزمة كورونا في الانبار، في وقت سابق الخميس، وذلك بالاشتراك مع قوات الشرطة المحلية وشرطة الطوارئ، والتي قامت بتنفيذ التعليمات الموكل إليها.
وأغلقت قوات الشرطة الأسواق والمحال التجارية والمقاهي والمطاعم والأفران وكافة المحال الأخرى، فضلا عن إجبار المواطنين على دخول منازلهم وعدم الخروج لحين انتهاء ساعات حظر التجوال الكلي التي بدأ سريانه الساعة الثامنة مساء لحين الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين، من كل اسبوع، وأما باقي الأيام فسيتم تنفيذ الحظر الجزئي الذي يبدأ من الساعة الثامنة وحتى الخامسة من كل يوم.
وقال مدير قطاع الرعاية الصحية في مدينة الفلوجة شرقي الانبار، احمد سالم سميط، لوكالة شفق نيوز، إنه "تم توجيه كوادرنا بالانتشار في شوارع وأحياء المدينة، لحث المواطنين على الالتزام بالقرارات الصادرة عن خلية الأزمة في الانبار، وتحذيرهم من مخالفة الإجراءات، وإلا سيتم فرض غرامة مالية قدرها خمسة وعشرون الف دينار على المخالفين".
وأضاف سميط، أن "اعداد كبيرة من المواطنين قد بانت عليهم علامات الضجر من هذه الإجراءات، ولكن ظهور إصابات عديدة بفيروس كورونا المتحور بعدد من المحافظات، دفعنا لتشديد الإجراءات وتحمل ردود أفعال المواطنين، كون دخول الفيروس إلى المحافظة يعني دخول كارثة تؤدي بحياة المواطنين".
ومن جهتهم، عبر مواطنون من مناطق متفرقة من المحافظة، عن غضبهم من هذه الإجراءات، التي قالوا إنها ستؤثر على أصحاب الدخل المحدود.
وقال عمار رشيد ( 28 سنة )، وهو من سكنة قضاء الصقلاوية شرق الانبار، "كان على خلية الأزمة غلق مداخل المحافظة بشكل كامل، وجعل الأمور طبيعية في الداخل، طالما لم يصب احد من سكان المحافظة بكورونا المتحورة".
وأضاف رشيد، أن "الإجراءات التي تم تنفيذها اليوم لا تختلف عن الإجراءات السابقة التي لم تحقق اي نتيجة سوى أنها تسببت بانقطاع ارزاقنا، ورغم هذا فقد وصلنا الفيروس من بغداد وادى بحياة العديد من المواطنين".
أما أرشد عقيل ( 34 سنة )، والذي يسكن قضاء الرمادي مركز المحافظة، فقال، "إن كانت الحكومة خائفة على حياتنا فعلا، واتخذت هذه الإجراءات، فعليها أن تخاف علينا من الموت جوعا، فأنا واحد من الآلاف الذين يعتمدون على الدخل اليومي، وعدم خروجي للعمل يعني عدم وجود شيء اطعم به عائلتي البالغ عدد خمسة أفراد".
وعلقت مديرة فريق سقيا التطوعي، كوثر المحمدي، قائلة "كفرق تطوعية ومنظمات المجتمع المدني، سنعمل على توفير احتياجات العوائل المتعففة في المحافظة قدر المستطاع، ولكن سيكون دافع الحماية الذي خلقه أصحاب القرار في الانبار سببا يخلف أضرار أكبر من كورونا".
وحذرت المحمدي، في حديثها لوكالة شفق نيوز، من "تحول الوضع من حماية إلى أزمة، اذا لم تتدخل الحكومة في مسألة إعانة العوائل المتعففة وتوفير احتياجاتهم، فقد كانت الأزمة الأولى خير درس لنا، فبيع امرأة اغراض منزلها لاطعام أطفالهم واحدة من مئات الحالات التي ضهرت في تلك الأزمة، وتعد وصمة عار على جبين كل من بإمكانه المساعدة ولا يفعل".
من جهته، أفاد مدير ناحية الصقلاوية التابعة لقضاء الفلوجة، غازي المحمدي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، بأن "المدينة تحوي على مئات الأرامل والأيتام وعوائل المغيبين الذين غيبتهم حرب داعش، فضلا عن إعداد كبيرة من العوائل المتعففة، ولا يمكننا توفير احتياجات كل هذه العوائل من طعام وشراب، لذا على السلطات العليا اتخاذ إجراء ينجيهم من الهلاك، من خلال تخصيص مبالغ مالية تمكنهم من العيش في ضل إجراءات كورونا التي لا نعلم إلى متى تنتهي".