حقوق الإنسان الكوردستانية ومركز "ميترو" يدينان الاعتداء على مؤسسة ثقافية في السليمانية
شفق
نيوز/ أعربت هيئة حقوق الإنسان المستقلة في إقليم كوردستان، يوم الجمعة، عن قلقها
البالغ من اعتداء قوة أمنية على مؤسسة "جاودير" الثقافية في السليمانية
ومصادرة محتوياته، فيما أدان مركز "ميترو" لحماية حقوق الصحفيين الاعتداء.
وقالت
الهيئة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "وفقاً للمعلومات التي تم الإعلان عنها
مساء أمس الخميس من قبل السياسي ملا بختيار، قامت قوة أمنية باقتحام مكتب مؤسسة (جاودير)
الثقافية ومصادرة ممتلكاتها ومحتوياتها، وقد بررت هذه القوة تحركها بأنه جاء بناءً
على أمر تفتيش من جهة معينة".
واعتبرت
الهيئة أن "استخدام القوة والاستيلاء على ممتلكات خاصة لمؤسسة ثقافية يعتبر
تجاوزاً للإجراءات القانونية والمدنية، ولا يتماشى مع الضوابط التي تكفل حرية
التعبير والعمل الثقافي".
وأكدت
أن "مثل هذه الإجراءات تشكل انتهاكاً لأسس حرية الفكر والثقافة"، داعية
إلى "حل الأزمة وفق القانون ودون المساس بحقوق الأفراد والمؤسسات المعنية".
كما
شددت الهيئة على ضرورة احترام الإجراءات القانونية وضمان أن تكون أي خطوات مماثلة
تحت مظلة القضاء والقانون.
بدوره
أصدر مركز "ميترو" لحماية حقوق الصحفيين، بياناً شديد اللهجة يدين فيه
اقتحام مكتب الشبكة الإعلامية "جاودير" في السليمانية من قبل قوة أمنية
تابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، واصفاً هذا الإجراء بأنه "اعتداء خطير"
على حرية الصحافة وسمعة المدينة التي تُعدّ العاصمة الثقافية لإقليم كوردستان.
وجاء
في البيان الذي ورد لوكالة شفق نيوز، أن الاقتحام استهدف المكتب الرئيسي لشبكة
"جاودير" التي تشمل إذاعة "المدنية"، وموقع "گلاوێژ"،
وموقع "جاودير"، ومواقع أخرى مرتبطة بالثقافة والإعلام.
واعتبر
المركز أن هذه الخطوة تهدد التنوع الفكري في الإقليم وتشكّل ضربة لحرية الإعلام
التي عُرفت بها السليمانية، مبدياً قلقه إزاء التأثير السلبي لهذه الحادثة على
البيئة الإعلامية في الإقليم.
وأكد
أن الهجوم على شبكة "جاوديز"، التي يشرف عليها "المثقف والسياسي
ملا بختيار، يعكس محاولات لإسكات الأصوات المستقلة في السليمانية، ويشكّل تحدياً
جدياً لحرية الصحافة".
واختتم
"ميترو" بيانه بالتأكيد على أهمية الدور الثقافي والفكري الذي تلعبه
السليمانية على مستوى إقليم كوردستان، مشدداً على ضرورة الحفاظ على استقلالية
المؤسسات الإعلامية وحمايتها من التدخلات السياسية.
وأعرب
المركز عن مخاوفه من أن تؤدي هذه الخطوات إلى تقييد أكبر للحريات في الإقليم.
ومساء
يوم أمس الخميس، أعلنت مؤسسة "جاودير" التنويرية عن تعرض مقرها ومقر
السياسي الكوردي المستقل ملا بختيار لمداهمة نفذتها قوة من الكوماندوز، فيما أشارت
إلى أن الهجوم استهدف مقر المؤسسة ومركز "إشعاع" الثقافة في گلاوەژ بحي المهندسين
في السليمانية.
وبحسب
البيان الذي ورد لوكالة شفق نيوز؛ فإن القوة المهاجمة تمكنت من السيطرة على كامل
محتويات المقر بعد إجبار حراس المؤسسة على الانسحاب.
وأعربت
مؤسسة "جاودير" عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم، معتبرةً أنه يشكل
تهديداً خطيراً لحرية التعبير، وحرية الكتابة، وحرية الفكر، المؤسسة وصفت العملية
بأنها خطوة مقلقة تهدد الحريات الأساسية في المجتمع.
في
تصريح أدلى به ملا بختيار، العضو السابق في المجلس السياسي الأعلى والمصالح في
الاتحاد الوطني الكردستاني، حول اعتقال مؤسسة "جاودير" واستعادتها من
قبل الاتحاد، وصف القرارات بأنها "تشكل خطراً كبيراً وتتجه نحو سيناريو
مخيف".