السليمانية تؤشر ارتفاعاً بحالات الانتحار وانخفاضا بالقتل وتحدد الأسباب
شفق نيوز/ أعلنت محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، يوم الأحد، تسجيل زيادة ملحوظة في حالات الانتحار التي تنتشر بين شريحة الشباب خصوصا، كما اشّرت انخفاضاً بجرائم القتل.
وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية شرطة محافظة السليمانية سركوت احمد لوكالة شفق نيوز، إن "أغلب حالات الانتحار تكون شنقا وأحيانا بالاسلحة التي تكون متاحة لدى المنتحر في منزله".
وعن أسباب تزايد الانتحار بين المتحدث الرسمي باسم شرطة محافظة السليمانية أن "البطالة بين صفوف الشباب، وحالات الابتزاز الإلكتروني، والأمراض النفسية كلها أسباب تدفع الى الانتحار، والتي تكون غالبا بين صفوف الشباب".
وعن حالات القتل أكدت سركوت احمد انه مقارنة بالأشهر الستة الأولى لعام 2022 ، والأشهر الستة الأولى من هذا العام، فهناك انخفاض في معدلات القتل، وأغلب حالات القتل تم تسجيلها آنيا اي بدون نية القتل العمد، و معظمها تكون لأسباب اجتماعية أو عداوات".
وعن إجراءات مديرية شرطة محافظة السليمانية للحد من ظاهر القتل بين المتحدث الرسمي ان "معظم القتلة تم اعتقالهم، وهم الان في السجون لكن ما يتمّ تسجيله الآن هو حالات طارئة و مرتكبوها لايمتلكون سوابق جنائية".
من جانبه يؤكد الباحث الاجتماعي هاوري كارزان، ان "المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، مع استمرار حالة الأزمات السياسية في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة أثرت على مستويات الفقر والبطالة بعموم مدن الإقليم، وبالخصوص في السليمانية".
وأضاف، أن "فئة الشباب هي الفئة الأوسع بتسجيل الانتحار"، عازيا ذلك إلى "غياب الحقوق المدنية والانتهاكات التي تمارس في عدة مجالات، فضلاً عن قلة الخدمات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع والتي يتحمل أثرها الشاب في الدرجة الأساس"، مشددا على أن "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة، لأنها الجهة المعنية أولا بتوفير الدعم والإسناد لهذه الشريحة، وإتاحة المجال أمامها في بناء المجتمع".
ودعا كارزان ، القطاع الخاص إلى "أخذ دوره من خلال إعداد المشاريع وتوفير فرص العمل والإفادة من هذه الشريحة المهمة"، مؤكدا في الوقت نفسه على دور المنظمات الإنسانية والناشطين والمؤسسات الاجتماعية والدينية في نشر الوعي والتثقيف شرعيا واجتماعيا بمخاطر هذه الظاهرة .
وأكد كارزان أن "الانتحار يبقى ملفا مثيرا للقلق، كما أن المحاولات الفاشلة معظمها لا يوثق بسبب محاولات ذويهم إخفاء الحقائق، لاعتبار الأمر حساساً للغاية ويشكل إحراجاً من وجهة نظرهم".