مشاهد من خطوط التماس بين قسد وفصائل موالية لتركيا.. "رعب ونزوح"
شفق نيوز/ على بعد 5 كم من خطوط التماس التي تفصل بين الفصائل الموالية لتركيا والمجلس العسكري التابع للإدارة الذاتية لمدينة تل أبيض، تجلس صالحة محمود (68 عاماً)، أمام عتبة منزلها مع زوجها وعلامات القلق والخوف بادية على وجههما، في حين يلعب أحفادها كرة القدم بالقرب منهم .
وتقول صالحة لوكالة شفق نيوز، إنّهم معرضون للهروب في أي وقت بسبب القصف العشوائي من قبل تركيا وفصائلها على القرى، قبل عدة أيام سقطت قذيفة بالقرب من منزلهم، وفي الليل ينامون على صوت المدافع والتفجيرات والرصاص، "لا مكان دافئ سوى منزلنا، هذه قريتنا لا نستطيع الابتعاد أكثر، عندما يشتد القصف نهرب باتجاه الغرب قليلاً وغالباً ما نعود بعد ساعات أو في اليوم الثاني".
صالحة التي تسكن في قرية قرنفل بالريف الغربي لمدينة تل أبيض نزحت من منزلها مع عائلتها قرابة 10 مرات بسبب القصف العشوائي، ولم تتمكن عائلتها من حراثة أرضهم وزراعتها، والتي هي مصدر رزقهم الوحيد .
ويقول رئيس مجلس ناحية بلدة جرن، محمود مصطفى ابراهيم لمراسل وكالة شفق نيوز، إنّ نحو 15 قرية تم إخلائها تماماً من سكانها بسبب القصف، في حين شهدت عشرات القرى الأخرى نزوحاً جزئياً، مشيراً إلى أنّ القصف تسبب في دمار بعض المنازل وسقوط ضحايا من المدنيين.
ويؤكد ابراهيم أن اغلب الفلاحين لم يجرؤوا على زراعة أراضيهم بسبب القصف من جهة وتخوفهم من اجتياح تركي جديد للمنطقة من جهة أخرى.
ابراهيم أشار إلى أن اغلب القصف يأتي عقب انتهاء الدورية الروسية التركية المشتركة التي تسير كل أسبوع تقريباً، متهماً روسيا أنّها تقف خلف الظل وتعطي الضوء الاخضر للفصائل بقصف المنطقة للضغط على الإدارة الذاتية، موضحاً أنّ نقاط المراقبة الروسية وقوات الحكومة السورية يتخذون موقف المتفرج من القصف ولا يتدخلون في حماية المدنيين برغم من أن وجودهم جاء بحجة حماية المنطقة من التمدد التركي.
وسيطرت تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها في شهر العاشر من العام الماضي على كامل مدينة تل أبيض وريفها الشرقي وجزء من ريفها الجنوبي إلى حدود طريق الدولي m4 ، بالإضافة الى جزء من الريف الغربي لمسافة 15 كم والتي أغلبها قرى كوردية، وذلك في عملية ما تسمى "نبع السلام " الذي جاء بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب.