عين من نار بين تركيا وإيران صوب سنجار

عين من نار بين تركيا وإيران صوب سنجار
2021-03-14T15:06:30+00:00

شفق نيوز/ لعبت التوترات الأخير التي اشتدت في "جبهة" سنجار، إلى تحول العراق إلى نقطة خلاف أساسية بين تركيا وإيران، في مشهد يعكس جذور الخلاف التي تعود إلى اعتبارات لعبة توازن القوى بينهما، وسعيهما إلى كسب المزيد من النفوذ.

وبهذا الخصوص، أشارت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، الى تبادل الانتقادات بين سفيري ايران وتركيا لدى بغداد خلال الأسابيع الماضية حول قضية التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية واتهامات تركية لايران بدعم حزب العمال الكوردستاني، كما تحدث عن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني الى سنجار، المنطقة الاستراتيجية الواقعة على الحدود العراقية مع سوريا.

نجدة إيرانية للعماليين؟

وبحسب وسائل إعلام تركية فإن تحرك قوات الحشد الشعبي لتعزيز قواته في سنجار ردا على تهديدات اردوغان، يأتي كمحاولة لنجدة حزب العمال الكوردستاني. وبحسب المجلة الاميركية فان هذا التباين بين الاتراك والايرانيين ازاء المسلحين الكورد في العراق، يشكل بالنسبة الى البعض العامل الرئيسي خلف التوتر الأخير بينهم.

لكن المجلة استدركت بالقول ان هذا الموقف يتجاهل حقيقة انه حتى يونيو 2020، فإن أنقرة وطهران شنتا بالتوازي ضربات جوية ومدفعية ضد المسلحين الكورد في شمال العراق، ما أثار تكهنات بأنهما تنسقان تحركاتهما العسكرية في العراق. وتابعت "ما الذي تغير خلال سنة وخلق تنافسا بين الطرفين، حول نفس القضية على مايبدو؟

واعتبرت المجلة الاميركية ان في إطار الصورة الكبيرة للشقاق بين طهران وأنقرة في العراق، هناك اعتبارات توازن القوى، وسعيهما من أجل كسب نفوذ أكبر.

ألوية من الحشد الشعبي وفصيلان شيعيان "على حين غرة" صوب جبهة سنجار

لسان حال إيران: نفوذنا آخذ بالتراجع في العراق

واشارت المجلة الى انه خلال العامين الماضيين، فإن الزعماء الايرانيين كانوا تحت الانطباع بان نفوذهم في العراق يتراجع وان المناخ المعادي لايران في العراق كبير، مضيفة ان التظاهرات التي انتقدت ايران كانت المؤشر الاساسي الاول على تراجعهم، فيما شكل اغتيال الجنرال قاسم سليماني الضربة الاكبر لنفوذ طهران.

وذكرت المجلة ان ان فاقم المشكلة اكثر انه في مايو 2020، استبدل عادل عبدالمهدي المدعوم من ايران بمصطفى الكاظمي، السياسي الاكثر استقلالية الذي يحاول المحافظة على علاقة اكثر توازنا مع ايران وجيران العراق بما في ذلك السعودية وتركيا. وتابعت لكن أنقرة توصلت الى ان اتفاق مع بغداد وحكومة اقليم كوردستان لمكافحة حزب العمال الكوردستاني في سنجار.

واكدت المجلة ان استبعاد إيران من الاتفاق الثلاثي جعلها متشككة في الدور التركي في العراق، مضيفة ان طهران قلقة تحديدا من احتمال ان تحاول أنقرة استغلال حملتها ضد حزب العمال الكوردستاني من اجل اقامة وجود عسكري طويل الأمد في سنجار، مثلما فعلت سابقا في شمال سوريا ومحافظة دهوك العراقية.

واشارت الى ان العراق وسوريا تشكلان "العمق الاستراتيجي" لايران، وهو ما يعني ان طهران ليست مستعدة لمشاركة مجال نفوذها الحيوي مع منافسين، مثلما فعل الاتراك لفرض وجودهم على الارض في شمال سوريا والقوات الاميركية في العراق.

صراع اقتصادي

وبرغم ذلك، فان هذه ليست القصة الكاملة بحسب المجلة الاميركية، فتركيا هي المنافس الاقتصادي الاول لايران في السوق العراقية. وفي العام 2019، صدرت تركيا ما قيمته 10.2 مليار دولار من البضائع والسلع الى العراق، متخطية إيران التي صدرت الى العراق 9.6 مليار دولار. واستثمرت الشركات التركية 25 مليار دولار في 900 مشروع بناء وبنى تحتية في مجالات الطاقة والمياه والصناعات البتروكيميائية في مدن عراقية.

وهناك تنافس متزايد بين طهران وانقرة في قطاع الكهرباء العراقي الذي كانت تهيمن عليها الشركات الايرانية. وبالاضافة الى ذلك، تعتبر تركيا أن موقعها الجغرافي المهم عند تقاطع اوروبا الشرقية مع غربي آسيا كنقطة استراتيجية لصالحها، وتحاول احتكار خطوط النقل في المناطق المجاورة لها، وهي في هذا الإطار تعزز علاقاتها الاقتصادية مع العراق.

وتابعت المجلة أن تركيا تريد ان تعرقل دور إيران المحتمل في نقل موارد الطاقة الى أوروبا عبر العراق وسوريا، وان تكون هذه المركز الرئيسي لنقل الطاقة الى أوروبا وفتح ممر جنوبي الى الأردن والسعودية لنقل البضائع التركية والاوروبية الى الاسواق العربية والخليج.

وخلصت المجلة الى القول ان مصالح تركيا وايران تتعارض على المدى الطويل. وفي الوقت نفسه، فان تصاعد المشاعر المعادية لايران في العراق واغتيال قاسم سليماني، فان زعماء تركيا ربما توصلوا الى خلاصة بان الوقت قد حان لسحب النفوذ الايراني، واستعادة ما يرونها بانه وجود تركي تاريخي في العراق.

لكن لا يبدو ان تركيا تسعى الى المواجهة مع ايران في العراق، وانما تتطلع الى استغلال الفراغ القائم حاليا لتعزيز مصالحها الاستراتيجية على جيرانها الجنوبيين على المدى الطويل.

ومع ذلك فإن المواجهة ليست مستبعدة تماما، ففي حال جرت حملة تركية على سنجار واندلع صدام مع قوات الحشد الشعبي، من الصعب تصور ان ايران ستقف على الحياد وتسمح للاتراك بالمضي قدما فيما يسعون إليه.

وبرغم ان طهران تشارك انقرة القلق ازاء "التمرد الكوردي" في شمال العراق، فان مخاوفها ازاء التداعيات البعيدة المدى لحملة عسكرية تركية موسعة، وضعت الطرفين في موقف متعارض ازاء الموقف في سنجار.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon