على وشك الصدام.. مقاتلون وسلاح في المنطقة الخضراء: خصوم الصدر فقدوا صبرهم

على وشك الصدام.. مقاتلون وسلاح في المنطقة الخضراء: خصوم الصدر فقدوا صبرهم
2022-08-28T11:49:34+00:00

شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن اندلاع الاشتباكات المسلحة التي كان كثيرون يخشون وقوعها، اصبحت وشيكة الان، حيث بدأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ينفذ من الخيارات المتاحة له، بينما يفقد خصومه صبرهم ويستعدون للأسوأ إزاء تعقيدات الازمة السياسية في البلاد. 

وينقل الموقع البريطاني في تقريره الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ معلوماته هذه استنادا الى قادة وسياسيين في الفصائل المسلحة العراقية، حيث أن التصعيد الأخير المتمثل بتظاهر انصار الصدر حول مقر القضاء، أثار الكثير من الغضب في العراق وعلى الصعيد الدولي.

وبرغم ان الصدر طلب من المتظاهرين التراجع عن محاصرة مقر القضاء والعودة إلى اعتصامهم حول البرلمان، إلا أن ذلك لم يخفف من ردود فعل معارضي الصدر ومنتقديه، وبينما كان العراقيون يتابعون بقلق انسحاب الصدريين على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن قادة الحشد الشعبي عقدوا اجتماعا في بغداد، للبحث في التطورات والخطوات اللازمة لمواجهة ما يعتبرونه انتهاك الصدر لـ"حرمة مؤسسات الدولة"، بحسب ما قاله قيادي حشدي شارك في الاجتماع.

ولفت التقرير إلى ان تم الاتفاق على عدة خطوات في الاجتماع، حيث قرر المجتمعون رفع جاهزية قوات الجيش الشعبي في المنطقة الخضراء، من خلال تعزيزها بما بين 6 آلاف و8 الاف عسكري إضافي في المنطقة وحولها، والتنسيق مع بقية القوى الامنية المنتشرة في المنطقة، واقرار خطة امنية استباقية لمواجهة أي تصعيد من جانب أنصار الصدر. 

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الحشد الشعبي قوله: إن "في البداية، كان قرارنا  هو عدم التدخل"، مضيفا ان عناصر مسلحة من التيار الصدري كانوا يتواجدون بين المتظاهرين عند مقر القضاء، موضحا أن "استخدام الصدر لمسلحي سرايا السلام لمحاصرة مبنى مجلس القضاء الاعلى وتهديد قضاة المحكمة الاتحادية باستهدافهم جسديا، دفعنا إلى اتخاذ موقف مختلف".

وتابع المسؤول الحشدي قائلا انه اذا سعى الصدر الى مواجهة مسلحة، "فإننا سنؤمنها له"، مضيفا أنهم منحوا الصدر "العديد من الفرص للانسحاب من اجل انقاذ ماء وجهه، لكنه تمادى كثيرا، ولن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر خطوته التالية. بدلا من ذلك، سنقوم بتسريعها وننهي هذه اللعبة". 

الكثير من السلاح 

ونقل التقرير عن العديد من مسؤولي الحشد الشعبي قولهم إن 1700 مسلح من "سرايا السلام" قد جيء بهم من سامراء خلال الأسابيع القليلة الماضية، كما تم ارسال نصف هذا العدد الى النجف لحماية مقر اقامة الصدر في الحنانة، وجرى نشر البقية داخل المنطقة الخضراء لحماية واستمرار الاعتصام الصدري. 

كما نقل التقرير عن شهود وقادة في الحشد الشعبي إن مسلحي الصدر المنتشرين في المنطقة الخضراء يرتدون الملابس السوداء ويستخدمون معدات الحشد كسيارات "تويوتا هيلوكس" و"شيفروليه سيلفرادو" بالاضافة الى معدات الاتصالات، وان 

كاميرات المراقبة "الذكية" المرتبطة بغرف العمليات العسكرية المشتركة في المنطقة الخضراء، ساهمت في التعرف عليهم وارقامهم.

واشار التقرير الى ان العديد من المسؤولين السياسيين والحشديين يعتقدون ان الصدريين أدخلوا الكثير من الاسلحة الى المنطقة الخضراء مستخدمين مجموعة من سياراتهم ومستغلين الإهمال الأمني عند نقاط التفتيش من جانب القوات الامنية التي تخشى من انتقام الصدريين منهم إذا اخضعوا سياراتهم لعمليات التفتيش. 

الا ان التقرير نقل عن اثنين من قادة "سرايا السلام" وزعيم صدري، ن بعض مقاتليهم وقادتهم قد جرى نشرهم داخل المنطقة الخضراء منذ اليوم الأول للاعتصام في 30 تموز/يوليو بهدف "توفير الدعم اللوجستي"، إلا أنهم نفوا ادخال اي اسلحة الى المنطقة.

وأوضح قيادي بارز في "سرايا السلام" أن "أوامرنا صارمة ازاء ما يتعلق بحمل السلاح أو استخدامه داخل المنطقة الخضراء، ولم نسمح لأي من المتظاهرين او المقاتلين حتى بحمل العصي"، معتبرا انه من السخافة الترويج "للإشاعة بأن مقاتلينا وشبابنا يحملون اسلحة او حتى يدخلونهم إلى منطقة الاعتصام. لو اردنا لفعلنا ذلك، لكننا لن نخالف أوامر الصدر الذي واضحا في هذا الموضوع".

واعتبر التقرير ان بعض أحزاب الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة سعت حتى الآن الى تجنب الاصطدام المباشر بالصدر، الا ان البعض منهم خلف الكواليس، كان حريصا من وقت لآخر على استفزازه لدفعه إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء التي يمكن أن تجرد الصدر مما يتمتع به من دعم محلي او دولي. 

ونقل التقرير عن قيادي في الإطار التنسيقي قولها ان "مواجهة الصدر بشكل مباشر لم تكن مطروحة على طاولة قيادات الإطار التنسيقي، إذ أن ذلك يكون بمثابة غباء بالنظر الى التفوق الذي حققه داخل البرلمان والدعم المحلي والدولي الذي يتمتع به خارجه".

وأوضح القيادي أن "البديل عن ذلك، صار يتمثل بخوض المعركة بعيدا عنه واستهداف حلفائه الكورد والسنة مع استغلال أي فرصة تلوح في الأفق لتعزيز غطرسته ودفعه لارتكاب المزيد من الأخطاء". 

واعتبر القيادي في الإطار التنسيقي أن "المشكلة الان هي ان الصدر محاصر في طريق مسدود، وليس أمامه خيار سوى المضي قدما الى الامام والقضاء على نفسه سياسيا، أو التراجع". 

واضاف ان "سياسة رد الفعل التي اعتمدناها سابقا لم تعد ملائمة، وعلينا ان نعكس المعادلة الآن".

الردع بالتصعيد

وبعدما أشار التقرير إلى أن الميليشيات التابعة للحشد وللصدريين ليست وحدها من هي في حالة تأهب، حيث أنه بحلول صباح الأربعاء الماضي، كان الآلاف من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب قد انتشروا في المنطقة الخضراء والأحياء المجاورة مثل الكرادة والجادرية حيث القصر الرئاسي، كما ظهرت الدفاعات الخرسانية حول غالبية المباني الحكومية المهمة.

ونقل التقرير عن قيادي بارز في الإطار التنسيقي قوله إنه من "غير الواضح ما هي الخطوة التالية للصدر غير أنه كان توعد بتصعيد مفاجئ ، ولهذا، فقد تم اتخاذ هذه الإجراءات الامنية الاحترازية"، مضيفا أنه مهما كانت توجهات الصدر هذه المرة، فانه لن يتم السماح بتكرار ما حدث في مجلس النواب ومجلس القضاء الأعلى. 

وبرغم أن القيادي في الإطار التنسيقي اشار الى انه لم يتم اتخاذ أي قرار للتعامل مع الصدريين بشكل عنيف، الا انه اضاف ان "الجميع يدعم خيار التصعيد بهدف الردع"، مضيفا ان الهدف هو "وقف استخدام الصدر للشارع، وليس جره الى مواجهة عسكرية. لا يوجد شخص عاقل يدعم خيار المواجهة العسكرية".

هل يخاطر الصدر بمواجهة مسلحة؟

وذكر التقرير؛ لا يبدو أن قرار قادة الحشد بالتصعيد يتمتع بتأييد جميع القوى الشيعية، حيث اتصل زعيم كتلة الفتح هادي العامري برئيس هيئة الحشد فالح الفياض، للتعبير عن غضبه ورفضه. كما أن رئيس القضاء الاعلى فائق زيدان اجتمع مع الرئيس برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للمطالبة بإبقاء جميع القوى الامنية بعيداً عن الصراع السياسي.

ونقل التقرير عن قيادي في الحشد قوله إن "القتال بين الشيعة خط احمر، ولن نسمح بتجاوزه. وان قوات الحشد الشعبي لن تتدخل في هذا الصراع إلا في حالة الدفاع عن النفس".

ولفت التقرير إلى أن رجال الدين والسياسيين المقربين من آية الله العظمى علي السيستاني، قللوا من احتمالات وقوع مخاطر الاقتتال الشيعي-الشيعي، وقال مصدر مقرب من السيستاني ان "جميع المعلومات والاشارات المتاحة تشير إلى أن التصعيد الحالي ما زال تحت السيطرة، وانه جانب من أدوات الضغط التي يمارسها الطرفان على بعضهما البعض"، مضيفا ان "تقييمنا للوضع هو أن الاشتباك سيحدث لكنه سيكون محدودا، وهو سيكون نتيجة الخطاب المتوتر". 

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon