صحيفة اسرائيلية ترصد "وقتا عصيبا" في العراق يهدد الديمقراطية
شفق نيوز/ قارنت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، يوم الاثنين، بين احتجاجات جمهور الكتل السياسية العراقية الرافضة للانتخابات البرلمانية الأخيرة، وبين الاحداث التي شهدتها امريكا عقب خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن، محذرة من مخاطر تهدد الديمقراطية في العراق.
وتساءلت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عما اذا كانت الاحزاب العراقية الموالية لايران، قد تؤدي الى تقويض الديمقراطية العراقية، وهي تطبق نسخة مشابهة من احتجاجات 6 يناير/كانون الثاني الماضي، للامريكيين المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب تحت عنوان "أوقفوا السرقة" ضد خسارته الانتخابات بسبب ما اعتبروه تزويرا.
واشارت الصحيفة الى ان النسخة العراقية من "تظاهرة 6 يناير" تتضمن تجمعات للمتظاهرين الساعين الى الغاء الانتخابات، وقد يكون لها تداعيات مختلفة عما جرى في واشنطن.
وبعدما ذكرت بان العراقيين صوتوا في انتخابات مبكرة في 10 أكتوبر/تشرين الاول الجاري، تابعت ان من بين كبار الفائزين بالاصوات الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر والحزب الديمقراطي الكوردستاني، فيما لم يكن اداء احزاب موالية لايران جيدا، ومن بينهم تحالف الفتح المدعوم من فصائل الحشد الشعبي.
"المؤامرة" والتزوير
ولفتت الى ان هذه الاحزاب اطلقت مزاعم بحدوث عمليات قرصنة للاصوات وتزوير، وايضا حول وجود مؤامرة يزعمون انها تربط الولايات المتحدة ودولة الامارات بهذا "الاحتيال"، مضيفة ان الاتهامات بحدوث غش ادت الى حدوث عمليات اعادة فرز للاصوات وبطء عملية التدقيق، وهو ما تسبب في ظهور حال من عدم اليقين في ظل مخاوف حول اندلاع اعمال عنف محتملة.
وذكرت الصحيفة بانه خلال العام 2019 ، قمعت الميليشيات الموالية لايران تظاهرات في انحاء جنوب العراق، ما اوقع مئات القتلى، كما انهم تعرضوا لاتهامات باغتيال نشطاء واكاديميين مثل هشام الهاشمي الذي قُتل في يوليو/تموز 2020، على غرار ما اعتبرته الصحيفة مشابها لمقتل الناشط المعارض لقمان سليم في لبنان، "وهو ما يشبه اسلوب ايران بتنفيذ اغتيالات مافياوية الطابع ضد معارضين".
واعتبرت الصحيفة "انه وقت عصيب في بغداد"، موضحة ان هناك تقارير عن انقلاب في السودان وتوترات في سوريا، ولهذا فان البعض لا يبدون اهتماما عن كثب بما يجري.
وتابعت الصحيفة ان تغريدة مقتدى الصدر الاحد الماضي كانت بمثابة "رسالة الى دول الجوار"، اذ قال ان العراق لن يقبل التدخل في شؤونه، لكنه سيرحب بالتعاون السياسي والاقتصادي، مضيفا ان الدول التي تتدخل بشكل واضح في الشأن العراقي سياسيا وامنيا وغيرها، فانه سيجري محادثات على مستوى عال معها لوضع حد لتدخلاتها.
اقتحام المنطقة الخضراء
ولفت التقرير الى ان المتظاهرين المؤيدين لايران حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، بحسب مقطع فيديو نشر ليلة 24 اكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مشيرا الى ان مجموعات مثل عصائب اهل الحق تشارك في هذ الاحتجاج، وجرى نصب خيام للضغط على الحكومة، وان عمليات التحريض الجارية في العراق تتضمن تهديدات موجهة للولايات المتحدة والامارات.
واضاف ان الجماعات العراقية الموالية لايران، استخدمت في السابق بشكل كبير الطائرات المسيرة والصواريخ لمهاجمة المنشآت الامريكية، مشيرا الى ان احد المعلقين زعم في 18 اكتوبر/ تشرين الأول الجاري، انه يمكن استخدام الطائرات المسيرة ضد الامارات، اذا لم تتغير نتائج الانتخابات.
وختمت الصحيفة بالقول انه "يبقى ان نرى ما اذا كان بإمكان الجماعات الموالية لايران الضغط على مفوضية الانتخابات لنيل المزيد من الاصوات او تعديل النتائج، وانه حتى الان، فان الامور ما زالت سلمية ولكن هناك تهديدات خفية توضح ان شيئا سيئا يمكن ان يحدث ما لم تحصل الجماعات المرتبطة بتحالف الفتح على ما تريده".