رجحت تزايدها مستقبلاً.. قراءة امريكية لغارات اسرائيل في العراق وسوريا

رجحت تزايدها مستقبلاً.. قراءة امريكية لغارات اسرائيل في العراق وسوريا
2022-12-18T14:22:55+00:00

شفق نيوز/ قدمت مجلة "فوربس" الأمريكية قراءة للغارة الجوية التي تبنتها إسرائيل مؤخرا واستهدفت قافلة عند الحدود العراقية السورية، معتبرة ان الهجوم يعكس قدرة سلاح الجو الاسرائيلي الى القيام بمهمات بعيدة، بما في الوصول الى العراق، مثلما جرى عاميّ 1981 ضد مفاعل "اوزيراك" النووي، وفي العام 1991 عندما اخترقت اجواء غرب العراق بحثا عن صواريخ سكود محتملة.

وبداية، ذكرّ التقرير الامريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بالغارة التي وقعت في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتي ألمح رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال افيف كوخافي، إلى مسؤولية بلاده عنها.

الشاحنة رقم 8

وأكد كوخافي ان الغارة استهدفت قافلة كانت تعبر من العراق الى سوريا، وانها بناء على معلومات الاستخبارات الاسرائيلية، فإنه من بين الشاحنات الـ25 التي تتألف منها، كانت الشاحنة رقم 8 تحمل اسلحة، يعتقد، بحسب التقرير الامريكي انها كانت متجهة الى الميليشيات المدعومة من ايران في محافظة دير الزور في شرقي سوريا.

ولفت الجنرال الاسرائيلي الى ان المقاتلات الجوية الاسرائيلية كانت بحاجة الى الافلات من صواريخ ارض- جو، مشيرا الى ان الطرف الاخر، اي السوريين، يطلقون خلال مثل هذه العمليات ما بين 30 الى 40 صاروخا واحيانا 70 صاروخا، ملمحا بذلك الى انه خلال مثل هذه العمليات الاسرائيلية في الاجواء السورية، فإن القوات السورية تحاول اعاقتها بدون جدوى من خلال اطلاق  عدد كبير من صواريخ الدفاع الجوي القديمة من طراز "اس-200".

اختراق أجواء العراق

واوضح التقرير الامريكي انه بعد اقل من عام على انتهاء حرب الخليج العام 1991، اخترقت المقاتلات الجوية الاسرائيلية من طراز "F-15 ايغل" المجال الجوي اللبناني والسوري في مهمة في سماء غرب العراق، حيث قامت بعملية مسح للمناطق الصحراوية بحثا عن صواريخ سكوت، وتقدم العراق بشكوى رسمية الى الامم المتحدة في وقتها اكد فيها ان اربع مقاتلات "F-15" اسرائيلية شاركت في المهمة حيث عبرت الاجواء السورية و"طارت على ارتفاع منخفض، عابرة الحدود الشمالية الغربية للعراق" قبل ان ترتفع الى علو الى 20 الف قدم فوق منطقتي القائم والوليد الحدوديتين وتعود ادراجها.

واعتبر التقرير ان تلك المهمة "كانت جريئة واظهرت بشكل حاسم المدى الطويل الذي بإمكان سلاح الجو الاسرائيلي الوصول اليه"، مضيفا انه "بعد مرور 31 عاما على هذه الواقعة، ما زالت المقاتلات الاسرائيلية تعمل في هذه المنطقة، وانما هذه المرة بحثا عن عدو مغاير".

واشار التقرير الى ان مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي تستخدم صواريخ تطلق من الجو ومن خارج المجال الجوي السوري من اجل ضمان سلامة طياريها وطائراتها، في حين تقول سوريا عادة ان دفاعاتها الجوية تنجح في اعتراض اعداد كبيرة من هذه الصواريخ الاسرائيلية.

الدفاع الجوي العراقي

اما في العراق، فقد اعتبر التقرير انه "قصة مختلفة، حيث ان قدرات الدفاع الجوي العراقية محدودة للغاية، وهي تتألف اساسا من 48 نظاما روسيا متوسط ​​المدى من طراز (بانتسير-اس 1) والتي يبدو انه لم يتم نشرها في مناطق من الممكن ان يتم اعاقة عمليات سلاح الجو الاسرائيلي في سماء الحدود العراقية السورية".

واستبعد التقرير الامريكي ان تحاول بغداد التدخل في هذه الغارات لان اسرائيل "اظهرت دائما براعتها في تدمير مثل هذه الانظمة بسرعة".

الغارات التركية

وفي سياق مواز، اشار التقرير الى ان العملية التركية الاخيرة استهدفت في وقت متزامن جماعات كوردية مسلحة في شمالي العراق وسوريا، وهي هجمات اظهرت الطبيعة المختلفة للبيئتين بالنسبة الى العمليات الجوية، مضيفا ان سلاح الجو التركي لم ينفذ مهمات جوية لطائرات "F-16" في المجال الجوي السوري، ولجأ بدلا من ذلك الى صواريخ "جو-ارض" دقيقة التوجيه والتي تستغرق في المتوسط ​​9 دقائق لكي تصل الى اهدافها.

وفي المقابل، لفت التقرير الى ان سلاح الجو التركي لم يرى ضرورة لكي يلتزم الحذر خلال عملياته الجوية في الاجواء العراقية حيث توغلت طائراته مرارا من اجل ضرب مواقع حزب العمال الكوردستاني.

غارات العام 2019

كما ذكر التقرير بان سلاح الجو الاسرائيلي نفذ في العام 2019، سلسلة من الضربات الجوية ضد مواقع تابعة لميليشيات مدعومة من ايران في داخل العراق، مشيرا الى ان القوات الجوية الاسرائيلية لم يسبق لها ان شنت ضربات بمثل هذا العمق داخل العراق، منذ ان نفذت "الغارة الجريئة" ضد مفاعل اوزيراك النووي في حزيران/ يونيو العام 1981.

وحول غارات العام 2019، اوضح التقرير انه من غير المعروف ما اذا كانت اسرائيل استخدمت طائرات هجومية او طائرات مسيرة او كليهما خلالها، لكنه اضاف ان هذه الغارات اظهرت كيف يمكن لسلاح الجو الاسرائيلي ان يوسع مدى عملياته من سوريا نحو العراق.

ووضع التقرير هذه الضربات الاسرائيلية التي تشن منذ نحو عقد من الزمن، مركزة اساسا على اهداف في سوريا، في اطار محاولة اسرائيل لاعتراض اسلحة ايرانية وتدميرها قبل وصولها الى وكلائها، وحرمان ايران ايضا من موطئ قدم في سوريا، مضيفا انه غالبا ما يطلق على حروب الظل هذه "حرب بين الحروب".

ترجيح تزايد الهجمات الإسرائيلية

ونقل التقرير عن مصادر قولها انه من المرجح تزايد مدى وقدرات سلاح الجو الاسرائيلي على استهداف مواقع محددة بدقة أكبر خلال السنوات المقبلة، حيث ان اسرائيل كلفت مؤخرا صناعة الطائرات المسيرة لديها بتحديث انظمة غير ماهولة ذات مدى اكبر واوسع قدرة على التخفي، مضيفا ان اسرائيل تشغل بالفعل طائرات مسيرة بإمكانها "القيام بهجمات بعيدة المدى ضد اهداف في جميع انحاء الشرق الاوسط".

وذكرّ التقرير بأن قائد المدفعية الاسرائيلية العميد نيري هوروفيتز، اكد مؤخرا على اهمية الطائرات المسيرة بالنسبة الى الجيش الاسرائيلي، لانه خلال "كل عملية تقريبا، سواء كانت هجومية او دفاعية، يتم استخدام طائرة مسيرة".

وختم التقرير الامريكي بالقول انه من المعتقد ان اسرائيل تمتلك بالفعل طائرات مسيرة مسلحة وخفية، من عدة انواع، قادرة على التحليق بسرية طوال ساعات او ايام، فوق مناطق مهمة استراتيجيا مثل القائم، وهي تتحين الفرصة من اجل الانقضاض على اهداف العدو، مؤكدا ان قدرات سلاح الجو الاسرائيلي قطعت شوطا طويلا منذ تلك المهمة الاقليمية التي نفذتها قبل 31 عاما في صحراء غرب العراق.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon