تحدٍ جديد.. "الدرونز" تسرح وتمرح في سماء العراق

تحدٍ جديد.. "الدرونز" تسرح وتمرح في سماء العراق
2020-08-08T20:05:28+00:00

شفق نيوز/ ذكر موقع "المونيتور" الأميركي ان العراق يواجه تحديا أمنيا جديدا يتمثل في عدم قدرته على ضبط الطائرات بدون طيار (الدرونز) التي يتزايد استخدامها في العراق بشكل كبير خلال الشهور الماضية. 

وكانت مصادر أمنية عراقية قالت في 30 تموز/يوليو الماضي ان طائرات "درونز" شوهدت في محافظة الانبار في غربي البلاد، وهي تتبع "الدولة الاسلامية" (داعش). 

وللتذكير فان داعش استخدم "الدرونز" في معارك الموصل قبل عدة سنوات لمهاجمة قوات الامن العراقية من خلال تحميلها بصواريخ والقائها على مواقع القوات العراقية. 

وبحسب "المونيتور"، فان داعش ليس الجهة غير الحكومية الوحيدة التي تستخدم "الدرونز" في العراق، مشيرة الى انه في 23 تموز/يوليو الماضي، تم العثور على طائرة بدون طيار محملة بكيلوغرامين من المتفجرات في منطقة الجادرية في وسط بغداد. ولم يكشف عن الجهة التي تعود ملكية الطائرة اليها ما يثير تساؤلات قلق في بغداد التي تعاني من ازمات سياسية وأمنية. 

ولم تكشف السلطات اية معلومات عن الطائرة التي لا تبعد سوى مئات الامتار عن المنطقة الخضراء، والتي حطت في مجمع مجاور لمنزل الرئيس برهم صالح. وقال الاستاذ في جامعة النهرين حسين علاوي ان هذه الحادثة تشكل "خرقا كبيرا للامن الوطني العراقي". 

وفي اليوم نفسه، حطت "درون" أخرى في بيجي، في محافظة صلاح الدين، في قرية يعتقد ان داعش يستخدمها في وسط الصحراء كرابط مع الانبار، والتي يستخدمها عادة للتدريب ونشاطات ارهابية اخرى. 

ونقلت "المونيتور" عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة تحسين الخفاجي قوله "نحن نحظر على اي طائرة التحليق في سماء العراق ما لم تنسق مع العمليات المشتركة وتتلقى منها الاذن". 

واوضح انه "بعد ذلك، تقوم العمليات المشتركة بابلاغ قيادة الدفاع الجوي، واية طائرة تحلق في سماء العراق من دون موافقة الحكومة، ستعتبر طائرة معادية. نحن نقوم باعتقال كل من يستخدم الدرونز من دون موافقة. داعش لجأت كثيرا الى الدرونز وما زال بامكاننا ان نوقفهم عن بعد. أحيانا ننجح في انزال الدرونز". 

وبحسب "المونيتور"، فان غالبية الدرونز غير الحكومية في العراق حاليا، ليست عسكرية كتلك التي استخدمت في اغتيال ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني، وانما تستخدم من اجل التقاط الصور ويتم تطويرها محليا لاغراض اخرى. 

وقال حاكم الزاملي، الرئيس السابق للجنة الامن والدفاع البرلمانية، في 26 تموز/يوليو ان "الدرونز تستخدم في العراق من اجل تهريب المخدرات ويمكن ان تستخدم للاغتيالات". 

وأشار الزاملي الى ان احزابا سياسيا وفصائل مسلحة تستخدم الدرونز في عمليات التهريب. 

ونقلت "المونيتور" عن مصدر استخباراتي رفيع المستوى لم تكشف اسمه، قوله ان "الدرونز تستخدم من قبل عصابات وعشائر ومن جانب داعش ايضا. بعض العشائر تنفذ عمليات التهريب في الجنوب باستخدام الدرونز من اجل المراقبة قبل المباشرة بتنفيذ العمليات". 

وأوضح المصدر الأمني ان العشائر تستخدم الدرونز من اجل المراقبة، وتستخدمها العصابات من أجل تهريب المخدرات ونقلها، بينما تستخدمها داعش من أجل مراقبة دخول وخروج عناصرها من العراق وسوريا".

واعتقلت قوات الامن صحافيين ومصورين لاستخدامهم الدرونز من أجل القيام بعمليات تصوير اعلامية، مبررة هذه الاعتقالات بان نشاط التصوير هذا لم يحصل على موافقة لاستخدام هذه الطائرات. 

وبالنسبة الى دولة كالعراق، يفتقر الى انظمة دفاع جوي، فان بامكان الدرونز الدخول الى سماء العراق، وهناك العديد من مشاهد الفيديو المصورة لطائرات درونز تحلق في مناطق مختلفة. 

وفي اوائل شهر ابريل/نيسان الماضي، نشرت جماعة "عصبة الثائرين" التي يعتقد انها مرتبطة بايران، فيديو لطائرة درونز تحلق فوق السفارة الاميركية في بغداد، في خطوة لا سابق لها. وفي السابع من ديسمبر/كانون الاول 2019، اطلقت طائرة درونز صاروخا على منزل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر. 

ويتوقع خبراء ان تقوم الفصائل المسلحة المقربة من ايران، بتبني تكتيكات جديدة لاستهداف المصالح الاميركية في العراق، باستخدام الدرونز مثلا، كما نجح الحوثيون في اليمن بالقيام به عوضا عن الهجمات البرية. 

ومن المتوقع بحسب "المونيتور" ان يشهد العراق تزايدا في استخدام الدرونز لاسباب سياسية وعشائرية، وقد تستخدمها ايضا الجماعات المعادية للاميركيين، وهو ما سيجعل من الصعب أكثر على القوات العراقية ان تحدد الجهة التي تستخدم الدرونز.



Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon