بعد تدهور صحة الملك.. ابن سلمان يقترب من عرش أبيه.. فمن ولي العهد؟
شفق نيوز/ سلط تقرير بريطاني، الضوء على مستقبل الحكم في المملكة العربية السعودية، وطرح احتمالات عدة من بينها في حال تولي الأمير محمد بن سلمان الخلافة، بعد والده الملك سلمان، فإنه سيواجه القرار الصعب المتمثل في اختيار "ولي العهد" الجديد، بما يمثله ذلك من تحديات
وذكر تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "محمد بن سلمان، يقترب من أن يصبح الملك بعد تدهور صحة والده الملك سلمان، لفت إلى أن خلافته تبدو حتمية ومباشرة، الا انه "يواجه قرارين صعبين: تعيين ولي العهد وتعيين ولي ولي العهد".
وأوضح التقرير ان الملك عندما يختار ولي العهد المستقبلي، فإنه يحتاج من الناحية النظرية للعودة الى القانون الاساسي للحكم في المملكة الذي يعود الى العام 1992، وينص على أن الحكام هم من سلالة الأحفاد الذكور لابن سعود، على أن يتم اختيار "الأكثر استقامة بينهم" لهذا المنصب.
وتابع التقرير البريطاني، أن تعديلا ادخله الملك سلمان في العام 2017 يشير إلى أنه بعد أبناء ابن سعود، يجب ألا يكون هناك "ملك وولي عهد ينتميان إلى نفس الفرع من أحفاد الملك المؤسس".
وبين التقرير أن محمد بن سلمان، في حال صار ملكا، بامكانه من الناحية العملية، أن يستخدم ما لديه من صلاحيات كافية من أجل تجاهل ذلك التعديل الذي اجراه والده، وتعيين احد اخوته كولي للعهد، الا ان خطوة كهذه قد تكون لها عواقب، حيث أن خطوة الملك الجديد ستبدو شديدة القسوة باستبعاد الفروع الاخرى من آل سعود.
وبحسب التقرير، فإن خطوة كهذه من جانب الملك المستقبلي، من شأنها أن تعزز من استياء شريحة كبيرة من أبناء العمومة الذين ينتمون الى فروع مهمة، مثل الفهد والسلطان، الذين لم يتعرضوا للإذلال مثل النايف والعبد الله.
واشار الى انه برغم الشائعات حول من قد يختاره محمد بن سلمان وليا للعهد، فإن القرار لا يزال سرا، مردفاً بالقول: "ليس مؤكدا ما إذا كان الملك المستقبلي سيحذو حذو الملك السابق عبد الله، الذي أنشأ منصب (ولي ولي العهد) في العام 2014 (قبل وفاته في العام التالي)، خوفا من فراغ السلطة في حال توفي هو وولي عهده خلال فترة قصيرة.
وأوضح التقرير، أن منصب "ولي ولي العهد" ظل شاغرا منذ العام 2017 عندما صعد محمد بن سلمان الى منصب ولي العهد، وبحسب التقرير، فإن الملك الحالي سلمان لم يعين وليا لولي العهد، وذلك لسببين، اولا، بسبب صغر سن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي كان في أوائل الثلاثينيات من عمره في العام 2017، وهو ما جعل من غير المرجح وفاته في وقت قريب ما يحتم وجود نائب له ليحل مكانه.
وثانيا، قال التقرير ان الاكثر اهمية من ذلك، هو أن الملك سلمان سيجد صعوبة في العثور على نائب مناسب لولي العهد، حيث انه هو وابنه أثاروا استعداء عدة فروع من سلالة آل سعود، وبالتحديد فرعي نايف وعبد الله.
وذكر التقرير بأن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف تلقى الضربة الاكثر اذلالا عندما جرى تهميشه بعدما خدم لعقود في مناصب حساسة ومهمة في وزارة الداخلية والمخابرات، وفرضت عليه الاقامة الجبرية واختفى منذ ذلك الوقت من الحياة العامة.
اما الامير متعب، نجل الملك الراحل عبد الله، والذي كان يتولى رئاسة الحرس الوطني السعودي، فقد تعرض لاهانة مشابهة عندما تمت إقالته من منصبه، واختفى أيضا من الحياة العامة بعد مزاعم بالفساد بحقه.
وبحسب التقرير، فإن الملك سلمان وابنه الأمير محمد، لم يكونان محبوبين من جانب هذين الفرعين من العائلة المالكة ومن احفادهما.
وأشار الى انه كان لا يزال بإمكان الملك أن يختار نائبا لولي العهد من بين الفروع المهمة الاخرى من العائلة، إلا أنه لم يفعل ذلك، معتبراً أن الملك ربما كان يسعى الى يتيح لابنه محمد المزيد من الوقت اللازم لكي يؤسس قاعدة لسلطته من دون رعاية كبار الأمراء الأكبر سنا، الذين كان معظمهم يشغلون مناصب عليا في الحكومة كوزراء أو قادة عسكريين.
وذكر التقرير ان محمد بن سلمان كان طوال السنوات الـ7 الماضية، يتولى منفردا منصب ولي العهد، وهو اصبح فعليا الدولة نفسها، لانه جمع سلطة هائلة من كل جوانب الحكومة والحياة في المملكة السعودية، من الجيش الى الترفيه، مضيفا أن بن سلمان اصبح بمثابة حاكم مطلق لا يستمع سوى الى اصدقائه المقربين ومستشاريه الأجانب ومستشاريه.
ووجد التقرير البريطاني، أن سياسات محمد بن سلمان الداخلية والخارجية تعكس رغباته الخاصة، وليست ناتجة عن المشاورات مع مجموعة كبيرة من الامراء الكبار والاكثر خبرة، مضيفا ان تعيين ولي ولي العهد كان يمكن ان يتحول الى مصدر ازعاج له.
ورأى أن غالبية المرشحين المؤهلين لمناصب ولي العهد وولي ولي العهد، ما زالت تطاردهم ذكرى "فندق ريتز كارلتون" في الرياض، الذي حوله محمد بن سلمان الى مركز احتجاز لمسؤولين بارزين في اطار حملته "لمكافحة الفساد" في العام 2017، ولم يتم اطلاق سراح أغلبهم سوى بعد ان دفعوا مليارات الدولارات للدولة.
وخلص التقرير، إلى القول إن محمد بن سلمان في حال صار ملكا، سيواجه التحدي المتمثل في تعيين ولي عهد ونائب له، بأن يكونا مؤهلين ولا يشكلان تحديا له أو أن يظهرا أكثر قوة منه، بسبب خبرتهما او عمرهما أو هيبتهما. ولهذا، قال التقرير إن بن سلمان سيتحتم عليه أن يختار أميرين أقل قوة وأكثر طاعة، حتى لا يقوضا سلطته.
ترجمة: وكالة شفق نيوز