بعد 36 مدفع هاوتزر.. هل تتخطى واشنطن اعتراضات بغداد وتسلح البيشمركة؟

بعد 36 مدفع هاوتزر.. هل تتخطى واشنطن اعتراضات بغداد وتسلح البيشمركة؟
2024-08-14T10:06:39+00:00

شفق نيوز/ ذكر موقع مجلة "فوربس" الامريكية ان اقليم كوردستان بالرغم من تلقيه قطع مدفعية من الولايات المتحدة مؤخرا، بما يعزز قوته النارية المحدودة، الا ان قوات البيشمركة، ما تزال تفتقر الى امتلاك القدرات الدفاعية المهمة وذلك لأسباب من بينها بالدرجة الاولى ان الحكومة الاتحادية في بغداد، التي  ترفض السماح بعمليات نقل الاسلحة الاساسية الى الاقليم. 

ولفت التقرير الأمريكي، بترجمة وكالة شفق نيوز، الى ان وزارة شؤون البيشمركة كانت قد أعلنت مؤخرا عن تسلم مدافع "هاوتزر" امريكية من عيار 105 ملم من طراز"ام 119"، في 6 آب/أغسطس، مشيرا إلى أن القنصل العام الأمريكي مارك ستروه وصف خلال حفل تسليم هذه المدافع، بأنها "علامة فارقة في بناء قدرات قوات البيشمركة". 

وكان وزير شؤون البيشمركة شورش إسماعيل قد أعلن في السادس من شهر آب الجاري، أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية، وذلك خلال حفل تسليم قوات البيشمركة بـ24 مدفعا من النوع الثقيل من قبل القوات الأمريكية جرت مراسيمه داخل مبنى وزارة شؤون البيشمركة في مدينة أربيل.

ودعا الوزير، حينها، الحكومة العراقية، الى توفير المساعدات العسكرية والمالية واللوجستية لقوات البيشمركة اسوة باقرانهم من القوات الاتحادية على اعتبار انها جزء من المنظومة الدفاعية والأمنية للعراق.

ويشير تقرير المجلة الامريكية، إلى أن واشنطن كانت وافقت على تسليم 36 قطعة مدفعية من طراز "ام 119" لتجهيز كتيبتين من المدفعية الكوردية في العام 2017.

وفي حين قال التقرير إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمشكل في العام 2014 بعد إعلان ما يسمى "الخلافة" لتنظيم داعش، يقوم احيانا كثيرة بتسليم مركبات عسكرية الى البيشمركة، بما في ذلك مركبات "هامفي" والشاحنات والعربات المدرعة المقاومة للألغام، الا انه اعتبر ان تسليم قطع المدفعية هذه، يشكل مثالا نادرا على قيام التحالف بتأمين الاسلحة الثقيلة وتعزيز القوة النارية للبيشمركة بالاضافة الى الدعم في المجال اللوجستي. 

وتابع التقرير قائلا انه حتى عندما كانت البيشمركة تواجه وحدها بصمود أمام داعش على الأرض في الشمال في الفترة بين عامي 2014 و2016، فان الحكومة العراقية كانت مصممة على ان تمر اي مركبات واسلحة مخصصة للبيشمركة من جانب قوات التحالف، عبر بغداد اولا. 

وأضاف التقرير الأمريكي، إن قوات البيشمركة كثيرا ما اشتكت من تعرضها للتلاعب، وهو وضع يبدو أنه لم يتغير كثيرا الان. 

وبعدما ذكّر التقرير بتصريحات كوردية مؤخرا بأن الحكومة الاتحادية تمنع تزود البيشمركة بطائرات مسيرة من قوات التحالف، قال إن طائرات كهذه غير مسلحة لكنها مزودة بكاميرات مراقبة عالية الدقة، من شأنها أن تحسن بدرجة كبيرة قدرات البيشمركة المحدودة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. 

وبين التقرير أن طائرات كهذه بامكانها مساندة عمل سلاح المدفعية ورصد المواقع الحيوية التي تعرضت لهجمات متقطعة أو هجمات صاروخية من قبل الميليشيات المدعومة من ايران، مثلما جرى مؤخرا في حقل غاز خور مور.

واوضح التقرير انه بغض النظر عن بعض المروحيات الصغيرة التي تمتلكها البيشمركة، فان القوة الجوية لهذه القوات محدودة للغاية، ولا تمتلك طائرات مقاتلة من اي نوع، وتابع قائلا انه بامكان طائرات المراقبة المسيرة ان تعوض جزئيا على الاقل عن هذا النقص في القوة الجوية. 

وذكر التقرير انه عندما تعاون الكورد مع الولايات المتحدة للإطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003، فإن واشنطن قالت لهم ان بامكانهم ان يتوقعوا إمدادات كبيرة من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات "جافلين اف جي ام-148". 

واضاف ان البيشمركة لم تتسلم أي صواريخ من هذا النوع، مشيرا الى ان الكورد اغتنموا الفرصة التي أتاحها الغزو، لكي يستولوا على العديد من دبابات "تي -52" العراقية وهو من طراز الحقبة السوفياتية. 

واشار التقرير الى ان قوات البيشمركة ما تزال تشغل بعض هذه الدبابات الصدئة حتى الآن، حيث أنهم لم يتمكنوا من الحصول على المزيد من العربات المدرعة الحديثة. 

وفي المقابل، قال التقرير الأمريكي، إن الجيش العراقي حصل على دبابات قتالية رئيسية امريكية من طراز "ابرامز ام 1 ايه 1" المتطورة، بالاضافة الى دبابات "تي-90" الروسية القتالية، الا ان بغداد لم تتقاسم أيا منها مع البيشمركة التي تعاني من نقص في التجهيزات العسكرية. 

وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، بعد أن هاجم داعش لكوردستان العراق في أغسطس/ آب 2014، شعرت البيشمركة بالامتنان عندما زودتهم ألمانيا بصواريخ ميلان ATGM القديمة والموجهة سلكيا لمساعدتهم في الدفاع عن مواقعهم ضد الأجهزة المتفجرة المرتجلة المحملة بمركبات داعش الفتاكة والمدرعة بشدة.

والآن، يقول التقرير الامريكي ان اقليم كوردستان يجد نفسه بمواجهة انواع جديدة من التهديدات التي تحتم القيام بتدابير مضادة أكثر تطورا، مذكرا في هذا الاطار بان المطار الرئيسي في الاقليم في اربيل والمدينة نفسها تعرضتا لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة من جانب إيران ومن وكلائها من الميليشيات. 

واعتبر التقرير الامريكي انه بينما تمكنت القوات الامريكية من الدفاع عن نفسها بمواجهة الضربات بشكل مباشر في الاقليم، الا ان الكورد بحاجة الى قدرة دفاع جوي خاصة بهم بإمكانها اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل مستقل على الأقل، مذكرا بأن رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني كرر طرح هذا الطلب في مقابلة مع قناة "ان بي سي نيوز" الأمريكية في فبراير/شباط الماضي. 

وبعدما لفت التقرير إلى أن قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024 الذي اقره الكونغرس الامريكي، يتضمن بندا يتعلق بتجهيز الدفاعات الجوية للبيشمركة، إلا أن التقرير رأى أن بغداد قد تعمد، وبناء على طلب من إيران، الى منع أي مبادرة للقيام بذلك.

وختم التقرير الأمريكي بالقول إن تسليم مدافع "ام 119" يشكل "تطورا ايجابيا و مؤشرا آخر على الشراكة المستدامة بين الجيش الأمريكي والبيشمركة، إلا أنهم يحتاجون الى المزيد"، مضيفا انه "في ظل استمرار التهديد بعودة تنظيم داعش، ومواجهة المنطقة توترات متزايدة وخطر التصعيد وسط الحرب في غزة، فان الحليف الكوردي القديم لاميركا، يحتاج الى امكانات دفاعية اضافية لحماية جيبه الضعيف من حريق إقليمي قد يكون مميتا". 

ترجمة وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon