العراق وسيط أم ناقل للرسائل؟
علي قاسم الكعبي
بين مُكذب ومٌصدق ومتيقن وظان تتصاعد جعجعة الحرب في الخليج على بعد امتار منا , وتنقل صور القنوات الفضائية بالمباشر حركة السفن الحربية واستعراض العضلات بين قوتين كبيرتين أحدهما عظمى والأخرى اقل منها وكلٍ يريد أن يبعد النار عن مصالحة وكل يريد أن يظهر بمظهر القوي المنتصر فلا أحد يؤمن بالهزيمة مطلقا لأنها تعني الخروج من اللعبة مبكراً , وفي ظل هذا التوتر بين هاتين القوتين ثمة مستفيد وآخر متضرر فدول الخليج تًمني نفسها بأن تزول دولة إيران الى الابد حتى يغمضُ لها جفن وتدفع باتجاه إقناع شرطي العالم امريكا للمواجهة اليوم قبل غدا وبطبيعة الحال هي لا تريد أن تضحي بجندي واحد لأنها منشغلة في ملفات اخرى كملف (سوريا واليمن وليبيا والسودان) و هذا من حقها لأنها تمتلك الأموال وهنالك قاتل مأجور يقوم بالمهمة نيابة عنها فما الضّير بذلك !! , وعن الاستفادة فهنالك إسرائيل المستفيد الاكثر فهي تبحث عن التودد مع العرب وتظهر بمظهر الحمل الوديع الهاب لنجدة العرب اذا ادلهم بهم خطب ؟ ومن اجل غلق ملف فلسطين من خلال صفقة القرن او غيرها وقد وجدت عند العرب تبادلاً في الرغبات أيضا ويقابلها العرب اليوم بهذا الشعور فهي تتمنى أيضا زوال دولة الملالي وينتهي الى الابد تدخل إيران بقضايا العرب المركزية والمطالبة " بالقدس "وتسدل الستار عن الشعارات الرنانة وينتهي الحديث عن الشيطان الأكبر ومن هذا القبيل التي تُشعر العرب بالخجل من شعوبها .وطبعا هنالك آخرون مستفيدون صغار أيضا لسنا بصددهم وثمة متضررين أكثر من الدولتين المتصارعتين وهنا نقصد العراق الذي يحاول جاهدا مسك العصا من المنتصف لكن دون جدوى فهو يعلم علم اليقين ان قيام الحرب وتنفيذ إيران وعودها بغلق مضيق هرمز سوف يٌحطم العراق ويوقف الحياة فيه وستكون له نتائج كارثية اذا ما علمنا إن العراق يعتمد كليا على النفط وفي حالة حدوث الحرب سوف يتوقف التصدير عبر الخليج والذي يصدر من اماكن اخرى لا يصَمدُ إلا أيام قلائل في المقابل ان فتيل الأزمة يزداد توهجاً بعد أنباء عن بناء تحالف عربي تـقوده واشنطن وتدخل فيه إسرائيل كعضو فعٌال لتقلب الطاولة وتزيد في تعقيد الازمة ويضاف عليها ان بريطانيا ابدت تخوفها من تنامي الخطر الإيراني معلنة ارسال سفن حربية الى الخليج لبسط الأمن .
خاصة بعد احتجازهم لناقلة نفط ايرانية على متنها2مليون برميل نفط ايراني, ان التخوف الإيراني من قيام هذا التحالف هو ايضا يُخيف العراق وهذا ما نقلة العراق لواشنطن معلناً صراحةً انه يرفض هذا التحالف واذا قراءنا زيارات البعض نجد هنالك خلف الكواليس يجري التحضير لأمور اخرى بعيدة عن جعجعة الحرب وهذا ما تبين بعد زيارة وزير خارجية طهران الى الدوحة وكذلك لا تقرا هذه الزيارة بمعزل عن تغيير لهجة الامارات من التصعيد ضد ايران وكذلك تطورات احداث اليمن والحديث عن اختلاف واضح بين ابوظبي والرياض في ملف اليمن والخسارة الثقيلة في سوريا فطهران تتقن فن المراوغة ولها نفَس طويل بالمفاوضات وقد تنجح في نزع فتيل الازمة ولو مؤقتا حتى تلتقط الانفاس .
لكن السؤال المهم هل العراق قادر على عمل شيء ليوقف الة الحرب ؟ قد يكون العراق نقطة التقاء وتبادل مصالح بين واشنطن وطهران فكلا البلدين يهمهما ملف العراق وكلا يريد أن يُضم العراق الى فريقة لمصالح انية ومستقبلية , وعلى الارض فالعراق ليس بالدولة التي تستطيع فرض ارادتها على الطرفان ولم ينصت لها احد واكتفت بدور ناقل الرسائل لا الوسيط لان في للوسيط مواصفات غير متوفرة في العراق اليوم كون واشنطن تنظر للعراق بانة ايراني والعكس تراه ايران ؟ فضلا عن كونها لا تمتلك اي قوة او سلطة لحماية سمائها وبحرها لابل انها غير قادرة على حماية نقلات نفطها من خلال زوارق بسيطة , فضلا عن حماية موانئها التي تنتهك من قبل دول الجوار هذا من جانب ومن جانب اخر ان الحكومة العراقية اعلنت صراحة بانها ليست دولة وسيطة بقدر ما تنقل تفاهمات !! وفي المقابل فان واشنطن اعلنت انها كلفت اليابان كوسيط لخلق تفاهم مع طهران من جانبها الاخيرة اختارت صديقتها سلطنة عمان كوسيط مع واشنطن لأنها استخدمت سياسة النأي بالنفس دون الدخول في صراع لا مع طهران ولا دول الخليج وهي قريبة من واشنطن وليست بعيدة عن اسرائيل ؟ الامر الذي يمنحها قوة التأثير على الطرفان...