هل تستقطب أفغانستان الارهابيين بدلا من العراق؟
شفق نيوز/ اعتبر موقع "المونيتور" الامريكي ان انتصار حركة طالبان في أفغانستان سيكون بمثابة الهام للارهابيين والجماعات المسلحة حول العالم، في ظل تزايد التقارير على ان "الجهاديين الاجانب" بدأوا يظهرون على الاراضي الافغانية التي قد تستقطبهم بدلا من ارض العراق.
وجاء ذلك ضمن تقرير من قندهار، التي كانت معقلا لطالبان و"عاصمة" اسامة بن لادن الذي أسس تنظيم القاعدة وحيث التقى الاردني ابو مصعب الزرقاوي في العام 1999، تحت حكم طالبان الذي كان قائما بين عامي 1996 و2001. وقد أصبح فصيل الزرقاوي رسميا تنظيم القاعدة في فرعه العراقي.
وغادر ما لا يقل عن 95% من القوات الامريكية افغانستان، وستتبعهم بقية القوات بحلول 31 أغسطس/آب الحالي.
واوضح "المونيتور" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز ان هذا الوضع يشكل صورة مغايرة تماما عن الانسحاب التدريجي من العراق الذي لخصه احد الافغان بالقول ان الولايات المتحدة لم تخرج المريض (البلد) من غرفة العناية المركزة، قبل ان يتمكن من الوقوف على قدميه.
وتتساقط العديد من المقاطعات في أيدي مقاتلي طالبان بما فيها بعض احياء قندهار نفسها، بينما كانت الولايات المتحدة تنفذ انسحابا متعجلا واحيانا في منتصف الليل وبدون ابلاغ نظرائهم الافغان. وبحسب الامم المتحدة، هناك 15 مقاطعة افغانية تحت سيطرة طالبان.
وتابع "المونيتور" ان التقارير تشير الى تزايد ظهور "مقاتلين أجانب" في صفوف طالبان، ما يعزز من مخاطر اقليمية واسعة لهذه الظاهرة.
واوضح الموقع ان مجموعات أجنبية مسلحة تعاونت في الشهور الاخيرة مع طالبان، وقاتلت تحت راياتها.
ونقل عن الباحث الافغاني عمر شريفي قوله ان بعض هذه المجموعات المؤلفة اساسا من مقاتلين اجانب، قاتلت في الاصل تحت قيادة طالبان فيما مضى، لكنها الان ترفع اعلامها الخاصة.
وذكر الموقع بأن افغانستان تحت حكم طالبان في اواخر التسعينيات، كانت بمثابة ارض تدريب لمسلحين انضموا لاحقا الى تنظيمات كداعش وغيرها. وكان داعش احتل مساحات شاسعة من العراق وسوريا، قبل ان تعلن هزيمته في دير الزور في العام 2019، لكنه خلال تلك السنوات كان يعتمد على مجندين ومتطوعين من من انحاء العالم.
ولفت الموقع الامريكي الى انه برغم استمرار هجمات داعش في العراق بما في ذلك التفجير الانتحاري في مدينة الصدر قبل ايام، فان الخبراء يقولون انه انسحب اىل المناطق النائية والصحاري والجبال في محاولة لاعادة لملمة صفوفه، لكنه برغم ذلك هناك مساحة محدودة بامكان الجهاديين المناورة بتواجدهم فيها مقارنة بما هو متوفر لهم في افغانستان تحت حكم طالبان.
واشار الى ان بعض الوحدات المقاتلة في صفوف طالبان يظهر عناصرها وقد ارتدوا اقنعة وجوه جديدة، وملابس عسكرية موحدة. ونقل عن عدد من المواطنين الافغان الناس في المقاطعات التي سيطرت عليها طالبان، لاحظت وجود رجال "لا يبدون الافغان".
كما اشار الى انه من الممكن ان يكونوا من العرب او اسيا الوسطى او باكستان. وتابع ان هناك عراقيين كانوا في تنظيم القاعدة، وينتمون الى مجموعات جهادية اعربوا مؤخرا عن دعمهم واشادتهم بحركة طالبان، بمن فيهم ابوماريا القحطاني الذي كان سجينا سابقا في معتقل بوكا، وهو الان يحتمي في محافظة ادلب السورية.
وخلص الموقع الى القول ان تنظيم القاعدة وفروعه لطالما تطلع الى خارج الحدود، وستكون افغانستان محكومة من طالبان، مرحبة بالمتطوعين من العراق وسوريا، مثلما فعلت قبل عقد من الزمن.