ثلاث دول أفريقية تواجه مخاطر نهاية "أمنها الجماعي"

ثلاث دول أفريقية تواجه مخاطر نهاية "أمنها الجماعي"
2025-11-15T18:45:10+00:00

شفق نيوز- باماكو

تواجه كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مخاطر نهاية الأمن الجماعي فيها إثر انهيار قوة الساحل الأفريقي العسكرية المشتركة في المنطقة التي تشهد تنامي النزاعات المسلحة ونشاطاً مكثفاً للجماعات المتمردة والمتشددة.

حيث يأتي الانهيار في وقت تحبس فيه دولة مالي، أنفاسها بعد أن حاصرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين العاصمة، باماكو، ومنعت دخول إمدادات الوقود في تطورات بدت متسارعة في البلاد التي يحكمها مجلس عسكري انتقالي.

ويرى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، في تصريح لموقع "إرم نيوز" الإماراتي، أن "القوة المشتركة تواجه اختباراً حقيقياً لمدى قوة ونجاعة الجيوش الثلاثة (مالي، والنيجر، وبوركينافاسو)، وقدرتها على التسلّح، وتوحيد جهودها".

وأضاف تورشين أنه "بعد انسحاب القوات الفرنسية والأجنبية بشكل عامّ من المنطقة، ازداد تنامي نفوذ الجماعات المسلحة بشكل ملحوظ، وتهديدها لمصالح والأمن الجماعي في المنطقة".

وتابع: "خير شاهد ودليل على ذلك ما يحدث، الآن، في مالي، حيث استطاعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين خنق البلاد وحصار المدنيين، وهذا يعني أن القوات المشتركة لدول الساحل غير قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار رغم استعانتها بروسيا".

ووفقاً لتورشين فأن "أولوية روسيا توجيه قواتها نحو الجبهة الأوكرانية زاد من متاعب دول الساحل الأفريقي، وجعل هذه الدول عاجزة حتى عن تشكيل القوة العسكرية المشتركة".

وأنهى تورشين حديثه بالقول، إنّ "الكثير من التقنيات الدفاعية والعسكرية لا تملكها قوات الساحل الأفريقي، ويجب توفير منظومات دفاعية متطورة، وتدريب القوات الحكومية على أساليب قتالية جديدة".

من جانبه، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو إن "انهيار قوة الساحل المشتركة قبل تشكيلها أصلاً يشكل انتكاسة كبيرة، وغير مسبوقة، لجهود بسط الأمن في منطقة لم تنعم يوماً بالاستقرار".

وبيّن ديالو في تصريح له أن "هذه العثرة تكشف أمرين: الأول أن هناك خلافات حول كيفية تمويل وتسليح القوة المشتركة، والثاني عدم القدرة على التفاهم حول أولوياتها، وفي الحالتين تعكس إخفاقاً كبيراً لقادة الساحل الجدد".

تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الدول الثلاث شنت، خلال الأشهر الماضية، هجمات مشتركة دون أن تنجح في تحقيق تقدم ملموس على الأرض ضد الجماعات المسلحة التي حصلت على مكاسب كبيرة.

ومنذ أيلول / سبتمبر الماضي، تخضع باماكو للحصار، وعلى الرغم من الزيارات الدبلوماسية المكوكية لمسؤولين من دول: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد، إلا أنّ ملامح القوة العسكرية المشتركة، التي كانت ستضمّ آلاف الجنود، لم تتشكّل بعد.

وكانت مالي وبوركينا فاسو والنيجر قد انسحبت من قوة عسكرية مشتركة تتبع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، ثم أعلنت عزمها تشكيل قوة بديلة لمواجهة التحديات الأمنية، لكن جهودها لم تكلل بعد بالنجاح.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon