زيارة سرية واحتلال وخيانة كوردية.. مسعود بارزاني يوجز 20 عاماً من أزمات العراق
شفق نيوز / رفع رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الاثنين، الستار عن خفايا الحراك الأول لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وفيما أكد أن الخلل بدأ عندما تحولت القوات الأمريكية إلى قوات احتلال، شدد على ضرورة بقاء التحالف الدولي خلال الفترة الراهنة لتفادي عودة تنظيم داعش.
وقال بارزاني، في مقابلة مع قناة "بي.بي.سي" عربي، وتابعتها وكالة شفق نيوز: "في نيسان 2002، تلقينا أنا ومام جلال (الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني)، دعوة لزيارة غير معلنة إلى واشنطن، وذهبنا معاً إلى الولايات المتحدة، وخلال هذه الزيارة تأكد لنا أن القرار الأمريكي هو إسقاط نظام صدام".
وأضاف أن "الجانب الأمريكي طلب منهما مقترحات عمّا يروه ضرورياً للمرحلة المقبلة أنذاك"، مردفاً: "طلبنا من المسؤولين الأمريكيين، أن يجري إعداد القوى العراقية المعارضة لاستلام الحكم فوراً في حال جرى فعلاً إسقاط نظام صدام".
وأشار إلى أن "مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي عقد في ديسمبر/ كانون الأول 2002، جاء لغرض وضع خطة للفراغ الذي سيحصل"، مستدركاً: "في اليوم الأخير للمؤتمر شعرت أن هناك توجهات للانتقام، وليس لفتح صفحة جديدة من العلاقة".
وبعد إسقاط نظام صدام حسين، شخّص مسعود بارزاني الخلل الذي حصل، بالقول: "الخلل بدأ عندما تحولت القوات الأمريكية إلى قوات احتلال"، مردفاً: "تفاجأنا بعد ذلك، بصدور قرار من مجلس الأمن باحتلال العراق، الأمر الذي اعتبرناه جميعاً بمثابة نسف لاتفاق لندن".
وواصل بارزاني حديثه، بالإشارة إلى بدء "مرحلة الانتقام" والقتل على الهوية، بدلاً من المصالحة الوطنية، مؤكداً أن "الكورد لم يؤيدوا في تلك اللحظة السياسة التي اتبعتها الأحزاب الشيعية والسنية، من قتل وعنف".
وتابع: ما جرى في تلك السنوات من تهميش وإقصاء للسنة، دفع إلى خلق بيئة سهلة وحاضنة للتنظيمات الإرهابية في المحافظات السنية"، مشيراً إلى أن "عدداً كبيراً من الجهاديين دخلوا إلى العراق عن طريق سوريا".
وبشأن الوضع الأمني الحالي، رأى رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أن "خطر داعش ما زال قائماً، وإن انسحبت قوات التحالف الدولي من العراق، قد يؤدي انسحابها إلى عودة التنظيم الإرهابي"، لافتاً إلى أن "من ينادي بإخراج التحالف، يعي جيداً هذا الأمر، لكن مجرد مزايدة وطنية لا أكثر".
وعن استفتاء انفصال إقليم كوردستان، قال بارزاني إن "جميع الأطراف أرادت كسر إرادة الشعب الكوردي، لكن وقفنا بوجه هذه المحاولات، ومنعنا القوات الاتحادية من دخول الإقليم حينها"، مؤكداً أن "كركوك ما كانت لتسقط لولا خيانة طرف كوردي معين".
وختم الزعيم الكوردي حديثه بالقول: "العراق الحالي ليس الذي أردناه أن يكون قبل السقوط، ولا الذي ناضلنا من أجله"، مرجحاً في الوقت نفسه أن "في ظل قيادة محمد شياع السوداني للحكومة الاتحادية هناك فرصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه".