"اليهودية" و"الفارسية" الأشد فتكاً.. قصة صائد الأفاعي في مدينة "الجبابرة" التاريخية بالعراق (صور)
شفق
نيوز/ في قرية "المسحك" التاريخية أو كما هو مشهور عنها "مدينة
الجبابرة" التي تقع بين سلسلة جبال مكحول في محافظة صلاح الدين، يوجد شاب
صياد من نوع خاص، فهو لا يصطاد حيوانات أو طيوراً لكي يتناولها كطعام أو ليقتنيها
الناس ويضعونها في أقفاص للزينة، بل هو متخصص بصيد أخطر الكائنات على وجه الأرض
الأفاعي السامة القاتلة، وهو خبير في مجال اختصاصه.
يقول
صائد الأفاعي، أحمد سلطان أحمد (30 عاماً)، لوكالة شفق نيوز، إنه يمتلك خبرة في
معرفة الأفاعي السامة ومدى شدة سمُيّت كل منها، وبحسب خبرته فإن ثلاث أفاعي هي
الأخطر في سلسلة جبال مكحول القريبة من قضاء بيجي شمالي محافظة صلاح الدين.
مدينة
الجبابرة
وتطل
قرية "المسحك" على سلسلة جبال مكحول التي توجد فيها مختلف أنواع
الأفاعي، بعضها تحول الإنسان إلى جثة هامدة خلال دقائق في حال لدغته. وهي القرية
التي ولد فيها وترعرع يتيم الأم والأب، ومنذ صغره هو يهوى الأفاعي واصطيادها.
ويوضح
أحمد أن "طبيعة قرية المسحك جميلة جداً فهي تطل على جبال مكحول وأنا أخرج في
رحلة بحث وصيد عن الأفاعي السامة والرحلة لا تخلو من المخاطر وتحتاج إلى فترة
زمنية لتجد خيوط تحركاتها، وما إن أجد دليلاً يرشدني إلى موقع وجود الأفعى حتى
أبدأ بالبحث عنها وأخرجها من جحرها بواسطة عصا خاصة معدة لذلك وأضعها في كيس
خاص".
الفتاكات
الثلاث
ويشير
إلى أن "أفاعي مكحول متعددة الفصائل منها ما تسمى (موركان الأسود) وهو
العربيد القاتل، والمايكروفاير أو (اليهودية)، وكذلك نوع يطلق عليها (الفارسية)
وهي من الأفاعي السوداء الأشد سُمّية وفتكاً حيث أنها تقتل الإنسان بعد لدغة بأقل
من نصف ساعة".
ويؤكد
أحمد أن "رحلة الصيد قد تستغرق يوماً كاملاً لصيد أفعى أو اثنتين وقد أصطاد
في جولة واحدة أكثر من أفعى، وبالنسبة ليّ أجد متعة كبيرة في رحلات الصيد بين جبال
مكحول".
ويستدرك
"أنا لا أقوم فقط بصيد الأفاعي بل أربيها أيضاً لأطلع على سلوكها وتصرفاتها
وبعد فترة أقوم بإطلاق سراح البعض منها واحتفظ بالأنواع النادرة والأشد سُمّية في
المنزل ولديّ نحو 30 أفعى ما بين (اليهودية) و(الفارسية) والعربيد وأفعى سيد
دخيل".
52
فصيلة من الأفاعي
ويشرح
أحمد أن في العراق "بشكل عام يوجد نحو 52 فصيلة من الأفاعي في العراق، تنقسم
إلى 3 أقسام؛ 11 فصيلة منها شديدة السُمّية، و5 متوسطة السُمّية، و36 فصيلة غير
سامة".
ويتابع
"الفصائل السامة هي أفعى الحراشف المنشارية (سيد دخيل)، و(الصل الأسود)،
والكوبرا المصرية، والقرناء العربية، وأفعى الأنف المدور (أو الأنف المثلوم)، وحية
(فيليد)، وأفعى كوردستان، و(الفارسية) ذات الذيل العنكبوتي، وكلها قاتلة، لكنها
تنتشر في بيئات مختلفة، إذ ينتشر الصل الأسود والكوبرا في المناطق الصحراوية،
ومثلهم القرناء العربية، فيما تنتشر حية الأنف المدور في الأماكن الرطبة، وحية
كوردستان في الجبال".
ويؤكد
أن "الأفاعي حين تشعر بالخطر فإنها تهاجم الشخص الذي يقترب منها ويجب على
المتعامل مع الأفاعي عدم إمساك الأفعى باليد ولا مضايقتها، كما لا يجب قتل الأفعى
إلا في حال الضرورة وتركها في الأرض في حال وجدت خارج المنزل، وأنا تعرضت خلال
رحلات الصيد إلى أكثر من ثلاث لدغات ولكنها لم تصل إلى حد الموت".
بئر
عميق في قمة جبل
ويروي
أحمد أن "هناك أموراً كثيرة بحاجة للتوقف عندها في جبال مكحول ومن عجائبها
وجود بئر عميق في أعلى قمة جبلية وهذه البئر أشبه ما تكون بفوهة بركان، وما تحتويه
هذه الفوهة أو البئر مجهول لغاية الآن وهي بحاجة لدراستها، كما أن هناك آثاراً
مواقع وصلت إليها وهي مواقع مهمة بعضها تعود للعهد العثماني وهي شاخصة للعيان
وكذلك توجد آثار كبيرة يطلق عليها مدينة الجبابرة".
مواقع
تاريخية مهمة
يقول
عبد الله الجبوري، أحد أقرباء صائد الأفاعي، لوكالة شفق نيوز، إن "أحمد سلطان
أحمد هو مشهور في محافظة صلاح الدين بصيد وتربية الأفاعي ويقصده الكثير من الناس
لمساعدتهم في الأمور العلاجية الخاصة بالأفاعي".
ويشير
إلى أن "جبال مكحول فيها آثار في غاية الأهمية وخاصة مدينة الجبابرة حيث تعود
إلى 2000 سنة قبل الميلاد، وهي آثار تاريخية مهمة تمثل حقبة من تاريخ البشرية، ولو
جرى التنقيب فيها لأعطتنا معلومات تاريخية، لكن للأسف لم تصل إليها يد دائرة
الآثار والتراث وعلى الحكومة الكشف عن هذه المواقع والتنقيب فيها".