يمنيون قدموا للقضاء "طابو" بملكية المريخ.. نزاع عربي أمريكي على "استعمار" ما لا يملكون في الفضاء

يمنيون قدموا للقضاء "طابو" بملكية المريخ.. نزاع عربي أمريكي على "استعمار" ما لا يملكون في الفضاء
2023-04-20T08:27:36+00:00

شفق نيوز/ لا غرابة أن يتنازع شخصان أو مجموعتان على ملكية أرض أو عقار أو أم ممتلكات أخرى وتدعي كل جهة أحقيتها بها، والشواهد كثيرة ولا تحصى في كل زمان ومكان، كذلك يشهد التاريخ السياسي حروباً وصراعات دامية بين بعض الدول لاستعادة حق سلبته دول أخرى، لكن أن يتنازع اثنان على شيء لا يملكونه فهذا الأمر غاية في الغرابة.

امتلاك كوكب أو أرض في كوكب ما يكاد أن يكون مزحة ربما يضحك لها البعض، لكن قطعاً لن يصدقها عاقل، غير أن الواقع على خلاف ذلك، فقد ادعى البعض ذلك وبدأ بالمتاجرة بأراضٍ على سطح القمر والنجوم والكواكب وقد جنوا فعلاً أموالاً طائلة من هذه التجارة غير المعقولة، وفقاً لموقع "RT عربية" الروسي.

الحديث يدور فعلاً على مشاريع تجارية جنى أصحابها وما يزالون من ورائها الملايين من الدولارات. ما يعني وجود طلب على ما يمكن وصفها بـ"الأراضي الفضائية"، وأن هناك زبائن مستعدون لدفع أموال مقابل "شهادة" ملكية في هذا كوكب أو آخر.

مثل هؤلاء الباعة "الفضائيين" كثر. كما أن البعض أعلن وحدد ممتلكاته في الفضاء. على سبيل المثال، أعلن سيلفيو لانجفين أنه يملك جميع كواكب النظام الشمسي، وحاول عدة اشخاص تأكيد أن ملكية القمر تعود إليهم، من بينهم دينيس هوب الذي ادعى أن القمر من أملاكه.

هوب لم يكتف بادعاء ملكيته للقمر، بل صرّح بأنه باع أكثر من مليونيّ فدان من الأراضي في مواقع على سطح القمر بسعر 20 دولارا لكل فدان.

دينيس هوب كان حتى عام 1980، عاطلا عن العمل. وجد الرجل طريقة لتغيير الوضع بشكل جذري. فكر في أن يعلن لأنه يمتلك مناطق فضائية غير مأهولة. وبدأ في العمل.

أبلغ هوب في بيان الأمم المتحدة بأنه يعتبر نفسه صاحب الحق في القمر والأجسام الأخرى في النظام الشمسي، وطلب مبررا وتفسيرا لاستحالة مثل هذا الأمر.

مرت ثلاث سنوات، ولم تعترض الأمم المتحدة ولا الدول الأعضاء فيها، على إعلان دينيس هوب، أنه مالك كل الكواكب والكويكبات وتوابعها في المنظومة الشمسية، باستثناء الأرض والشمس.

بدأ هوب إثر ذلك في بيع أراض على سطح القمر، واصبح مليونيرا من وراء ذلك، وما كان عليه مقابل ذلك إلا أن يسلم للمشترين شهادات ملكية مشفوعة بتوقيعه.

مثل هذه الشهادات القمرية لا تملك أي سند قانوني، وهي مجرد صك ملكية رمزي، وهو ليس محل نزاع مثل "الهواء"، ولا يمكن الوصول إليه وحمايته لاستحالة ذلك.

هؤلاء المتاجرون بعقارات الفضاء، وجدوا ثغرة في المعاهدة الدولية بشأن الفضاء الخارجي المبرمة في عام 1967، والتي تنص على أنه لا يحق لأي دولة أو شركة امتلاك العقارات على القمر أو الأجسام الكونية الأخرى. وافترضوا أن تلك المعاهدة تحدثت عن الدول والمؤسسات ولم تنص على الأفراد، ودخلوا من هذا الباب.

لم يقتصر الادعاء بهذا الشأن على الأفراد، حيث زعمت "أمة الفضاء السماوي" أنها صاحبة الحق في كل شيء في الفضاء، فيما دفع غريغوري نيميتز، بادعاء متواضع وأعلن أنه يمتلك أحد الكويكبات.

علاوة على ذلك، في حادثة أثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام الدولية، حاول ثلاثة مواطنين يمنيين من دون طائل في عام 1997، مقاضاة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومنازعتها على كوكب المريخ، بتهمة التعدي على ممتلكات الآخرين، زاعمين أنهم ورثوا المريخ من أجدادهم منذ 3000 عام، وأن بحوزتهم وثائق و"طابو" ملكية لهذا القمر.

وكان المواطنون اليمنيون، آدم إسماعيل، ومصطفى خليل، وعبد الله العمري، قد قدموا دعوى مشفوعة "بالوثائق" إلى النائب العام في بلادهم، وذلك بعد أن "تجرأت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وأرسلت المركبتين الفضائيتين "سوجورنر وباثفايندر إلى سطح الكوكب الأحمر".

اليمنيون الثلاثة قالوا في دعواهم إن "سوجورنر وباثفايندر، المملوكتان من قبل حكومة الولايات المتحدة، هبطتا على سطح المريخ وبدأتا في استكشافه من دون إبلاغنا أو طلب موافقتنا".

وفي تلك الدعوى التي لم يكتب لها النجاح، ولم تصل إلى المحاكم الأمريكية، طالب اليمنيون "ناسا" بأن توقف على الفور جميع العمليات على سطح المريخ إلى أن تبت المحكمة في القضية، وطالبوا وكالة الفضاء الأمريكية أيضا بأن تمتنع عن الكشف عن أي معلومات متعلقة بالغلاف الجوي للمريخ أو سطحه أو جاذبيته قبل الحصول على موافقة منهم، أو إلى أن يتم إصدار حكم قضائي.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تلك المناسبة، نقلت عن براين ويلش، المسؤول البارز في وكالة "ناسا" وصفه للحادثة بأنها "ادعاء سخيف".

وقال ذلك وهو يغالب الضحك، مضيفا أن "المريخ هو كوكب في النظام الشمسي ملك للبشرية جمعاء، وليس لرجلين أو ثلاثة في اليمن".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon