هيفاء البابلية تجسّد حضارة مدينتها بالألواح الطينية والزجاج والخزف (صور)
شفق نيوز- بابل
برؤيتها الفنية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، استطاعت هيفاء الشمري (أم علاء)، المولودة عام 1970 في محافظة بابل، أن تحوّل هوايتها القديمة في الرسم إلى مساحة إبداعية لعرض التراث والحضارة العراقية على الزجاج والخزف والأكريليك، وصولاً إلى الألواح الطينية التي تستلهم من إرث بابل العريق.
وتقول الشمري لوكالة شفق نيوز، إنها عشقت الفن منذ طفولتها، لكن ظروف حياتها وانشغالها برعاية زوجها المريض وتربية أولادها الأربعة حالت دون ممارسته بشكل فعلي، قبل أن تعود إليه قبل نحو ست سنوات.
ومنذ ذلك الحين، بدأت بتنفيذ لوحات على المرايا والزجاج والخزف، وصولاً إلى الألواح الطينية التي نقشت عليها الرموز التاريخية والحروف المسمارية، في محاولة لإحياء روح الحضارة البابلية.
سجّلت الشمري حضورها في معارض ومهرجانات داخل بابل وخارجها، من أبرزها مشاركتها في متحف الحياة بمدينة الحمراء، إضافة إلى حضورها مهرجاناً بمناسبة العيد الوطني الصربي، فضلاً عن مهرجان بابل للثقافة والفنون ويوم الحضارة البابلية.
وجسّدت أعمالها الملوك البابليين والرموز التراثية العراقية على الزجاج والخزف والطين، لتلاقي إعجاب الزوار الذين كان العديد منهم يقتنيها كتذكار من سفره إلى العراق.
وتؤكد الشمري، أنها تسعى لنقل تجربتها إلى الأجيال الشابة، "من خلال إقامة ورش ودورات مجانية لتعليم فن الرسم على الزجاج والخزف والألواح الطينية، خصوصاً في العطل الصيفية، لإتاحة الفرصة للأطفال واليافعين لاستثمار وقتهم في عمل فني مثمر بدلاً من الانشغال بأجهزة الهاتف".
وترى الشمري، أن "الفن ليس مجرد هواية، بل رسالة تحفظ هوية العراق وتعيد إحياء حضارته العريقة عبر لوحات وألواح تحمل في طياتها الكثير من الجمال والذاكرة".