"نساء أيرلندا مهووسات بالسُمرة".. مقال من الذكاء الاصطناعي يورط صحيفة

شفق نيوز / اضطرت واحدة من أقدم وأعرق الصحف في أيرلندا للاعتذار إلى القرّاء، بعد أن تورطت بخطأ مهني أغضب الجمهور، فيما كشفت الصحيفة أنها كانت "ضحية للذكاء الاصطناعي"، وأن الخطأ المشار إليه كان ناتجاً عن الاستعانة بهذه التكنولوجيا الجديدة.

واعتذرت جريدة "ذا إيريش تايمز" بعد أن نشرت مقالاً افتتاحياً يوم الخميس الماضي زعم أن النساء في أيرلندا مهووسات بـ "السمرة المزيفة"، كما ناقش المقال استحسان السُمر في أيرلندا.

ونشرت الصحيفة المقال تحت اسم الكاتب (Adriana Acosta-Cortez) ووصفته بأنه "مسؤول رعاية صحية" ويبلغ من العمر 29 عاماً، وأرفقت صورته الشخصية مع المقال، وقالت إنه يعيش في شمال مدينة دبلن، ليتبين لاحقاً أن هذا الشخص ليس موجوداً في عالم الحقيقة، وأن الاسم ليس سوى ضرب من الخيال، وأن الصحيفة تورطت بنشر مقال من تأليف "الذكاء الاصطناعي"، ولا أساس له من الصحة ولا الواقع.

وقالت الصحيفة: "نأسف بحق للمقال الافتتاحي الذي نعتقد أنه ربما تم إنتاجه جزئياً على الأقل باستخدام الذكاء الاصطناعي".

وبعد ظهر الجمعة تساءل عدد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي عما إذا كانت الصورة واسم الكاتب المرفقان بالمقال تخصان شخصاً حقيقياً. ومساء الجمعة كانت إدارة الصحيفة قد حذفت المقال.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة، روادان ماك كورمايك، في رسالة، يوم الأحد، أن الصحيفة وقعت ضحية لخداع متعمد ولا "تأخذ هذا الأمر باستخفاف". وقال: "لقد كان خرقاً للثقة بين الصحيفة وقرائها، ونحن نأسف حقاً".

وتابع: "لقد سلط الحادث الضوء على فجوة في إجراءات ما قبل النشر لدينا. نحن بحاجة إلى جعلها أكثر قوة، وسوف نفعل ذلك".

وأوضح ماك كورمايك أن الحادث سلط الضوء على أحد التحديات التي أثارها الذكاء الاصطناعي التوليدي للمؤسسات الإخبارية. وأضاف: "نحن، مثلنا مثل الآخرين، سوف نتعلم ونتكيف".

وقال إن صحيفة "ذا آيريش تايمز" تعمل جاهدة للتوصل إلى مزيج من الأعمدة المثيرة للتفكير في قسم الرأي الخاص بها والتي "تُعلم وتحفز وتضفي منظوراً جديداً على قضية حالية".

واعترف رئيس التحرير أن الصحيفة "أخطأت بشدة". وقال: "لقد نشرنا على الإنترنت عمود رأي تحت عنوان (هوس المرأة الأيرلندية بالسمرة المزيفة مشكلة)، كتبه شخص يزعم أنه امرأة مهاجرة شابة في أيرلندا".

وعلى مدار عدة أيام، تعامل المؤلف مع مكتب التحرير ذي الصلة، حيث أخذ اقتراحات للتعديلات، وقدم حكايات شخصية وروابط للأبحاث ذات الصلة، وكل هذا تم التقاطه بحسن نية من قبل إدارة التحرير إلى أن نُشر المقال على الإنترنت صباح الخميس الماضي.