معارض الكتب في كوردستان.. استنباط للوعي وتسويق مبتكر
شفق نيوز/ لا خلاف على أن معارض الكتب تبعث الأمل بحراك ثقافي ومعرفي في بلد مثل العراق من ضمنه إقليم كوردستان خرج من جحيم الدكتاتورية، فثمة رموز الثقافة العراقية والعربية، وهم يستعرضون منجزهم من خلال كتب علمية ومعرفية، في أروقة دور نشر محلية وعالمية.
وساهمت المعارض الدولية بايصال الكثير من الآداب والمعارف إلى الجمهور، وأشعلت المنافسة بين دور النشر والمكتبات لتقديم الأفضل.
وباتت زيارة معارض الكتب تقليداً لا يحرص عليه المثقفون وحسب، انما اتسعت دائرة الاهتمام به الى عائلات وأسر في محافظة السليمانية وباقي مدن الاقليم فضلا عن المدن العراقية الأخرى.
فتنظيم معارض سنوية للكتاب في السليمانية وباقي محافظات الاقليم، جعل المنافسة ترتقي بالمنتج وتسويقه بطرق مبتكرة، من خلال ناشرين وأصحاب مكتبات شباب، تجاوزوا الأساليب القديمة الى رحاب الحداثة والعالمية.
وكانت المعارض المقامة في السليمانية والمحافظات -أربيل بالخصوص- لا تختلف كثيراً عن المعارض العربية والعالمية، وكل هذا لم يكن يحصل لولا الخبرة والمهنية العالية التي تتمتع بها المؤسسة الثقافية في كوردستان، وصارت تظاهرة معرض الكتاب السنوية مناسبة يتطلع إليها المثقفون وعشاق الكلمة، فضلاً عن مؤسسات أكاديمية وشعبية، حتى إنها تقدمت على لحظتها التاريخية.
ويقول محمد احمد ممثل إحدى نور النشر العربية التي شاركت من بين 200 دور نشر في معرض السليمانية الدولي للكتاب بنسخة الثالثة، "من وجهة نظري، فإن هذا الحراك الإيجابي سيتسع باضطراد، شرط الابتعاد عن التسيس والمنافسة الضيقة".
ويضيف بالقول، "لا أخفي سعادتي في إشراك الناشرين الشباب بإدارة المعرض، وهي حقا بارقة أمل لنشر ثقافة تسويق الكتاب في وطن تتناهبه الضباع" .
فيما يجد وهاب عمر ممثل إحدى دور النشر المصرية في حديثه لوكالة شفق نيوز، "يوجد عزوف للشباب عن قراءة الكتب مع العلم ان القراءة هي أساس تقدم الشعوب".
ويرى أنه "يجب استنباط الوعي من الكتب لأن الأدوات الإلكترونية ليس لها رقيب فضلا عن عدم دقة معلوماتها بسبب عدم وجود الرقابة عليها، لهذا نحن ندعو الشباب للعود إلى التراث المعرفي والثقافية المتواجد في متون الكتب الرصينة".
وأضاف ان "وجود هكذا معارض يمثل فرصة مهمه لاستنباط الأفكار النقية والمعارف الرصينة لتلك الفئات التي انشغلت بوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت الذي اخذ الكثير من أهمية الكتاب الذي كان وما يزال الصديق الصدوق لكل مثقف".
فيما يقول فلاح احمد احد زوار معرض السليمانية الدولي للكتاب، "رغم هذه التعددية المتواصلة والمتنافسة على إقامة معارض الكتب الدولية في هذه الدولة أو تلك نستشعر تدني الوعي الثقافي وضعف التوجه القرائي بشكل عام".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، "ربما يكون السبب فيما ينشر أحياناً او أن الأمر مرهون باضمحلال التوجهات الثقافية الجماهيرية، وهذا مرتبط بتجاهل المؤسسات الحكومية أو تعمدها في إهمال ذلك لارتباك البنية السياسية وتخلخلها أصلاً في هذا البلد أو ذاك".
ويردف بالقول، "مع ذلك تأتي المعارض السنوية للكتاب كواجهة لتحدي هذه التجاهلية الرسمية أو الجماهيرية عامة الى جانب الأهداف الاساس التي تقوم عليها فكرة معرض الكتاب".