أمريكا.. من هو رينيري الذي استعبد أنصار طائفته جنسياً؟

شفق نيوز/ استعباد جنسي، ابتزاز، تشكيل عصابة إجرامية، هذه بعض من الجرائم التي حكم فيها كيث رينيري بالسجن 120 سنة.

منذ 1998 برز اسم رينيري بعدما أسس جمعية في نيويورك عرفته باسم "نكسيوم"، والتي كانت تقدم دورات لتنمية القدرات الشخصية، والتي اكتشف فيما بعد أنها كانت واجهة لطائفة مارس من خلالها العديد من الممارسات التي تتعدى حدود ما تروج له من صورة وردية.

الثلاثاء، حكم عليه بعقوبة بمثابة السجن مدى الحياة، ودفع غرامة تصل إلى 1.75 مليون دولار، ولكنه لا يزال يعتبر نفسه بريئا ويرفض الندم، وهو يفتخر بما أنجز في حياته، وأن العلاقات الجنسية كانت بالتراضي، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

فمن هو رينيري الذي استطاع اختراق دائرة الأثرياء ومشاهير هوليود، والذي تمكن من إخضاع بعضهن لدرجة وسمهن بالأحرف الأولى من اسمه على أجسادهن؟

ولد رينيري في 1960، وكان والده متخصصا في سوق الإعلانات ووالدته تمتلك قاعة لتدريب الرقص، وعاش خلال نشأته ما بين بروكلين وسوفيرن في نيويورك، ورغم انفصال والديه وهو في الثامنة من عمره، إلا أنه أظهر موهبة وذكاء أكان في حياته الاجتماعية أو التعليمية.

وبعيدا عن نشأته التي تكشف عن جانبه الذي يتعلق بنهمه في إنشاء العلاقات العاطفية مع العديد من الفتيات، إلا أنه بدأ حياته العملية مبكرا، وفي مطلع التسعينات كان قد بدأ مشروعه في مجال الإعلانات والذي تمكن فيه من إقناع أكثر من 200 ألف شخص بالاشتراك في نسخة مخصصة للإعلانات والخصومات، والتي اعتمد فيها على التسويق من خلال سلسلة الأشخاص، يقومون بالتسويق للاشتراك بمنتجه وإقناعهم بأنه يمكنهم تحقيق دخل من هذا الأمر بالتسويق لاشتراكات جديدة، بحيث كان يجني قرابة 19 دولارا عن كل شخص يعمل في هذا العمل.

ووفق تقرير سابق لمجلة فوربس، فقد باع رينيري منتجات عبر الطريقة بما يقدر بمليار دولار، إذ كان لدية سلسلة تسويقية كبيرة بتسلسل هرمي مهول، وفي 1996 قام بإغلاق هذا العمل بعد تحقيقات بحق الشركة والتسلسل الهرمي المثير للشك فيها.

إغلاق هذا العمل لم يكن نهاية المطاف، إذ أنه بدأ بعدها مشروعا جديدا مشابها، ولكنه باسم جديد، وهو ما جعله عرضة للتحقيق من قبل المدعي العام، والتي أنكر فيها أي عمليات احتيال، وفق تقرير نشره موقع "بوب شوغر".

 نيكسيوم

نموذج التسويق الهرمي الذي اعتمده رينيري جعله يفكر في مشروعه الآخر، والذي بدأه في 1998 عندما أسس منظمة "أي أس بي" والتي تعنى بتمكين المرأة، وفي 2003 أنشأ نيكسيوم، والتي كانت أشبه بنسخة من مشروعه السابق، ولكن هذه المرة المنتج هو دورات لتقوية الشخصية خاصة للنساء المشاهير أو اللاتي يعملن في قطاع الأعمال.

ولكن هذا الأمر لم يقف عند حدود الدورات فقط إذا أنه تجاوزها ليقدم نفسه كزعيم لطائفة أو جماعة لديها معتقدات خاصة، وعلى المنتسبين لها الخضوع لرغبات رينيري المختلفة، والتي كانت في أشكال جنسية مختلفة.

ومن بين النساء المتهمات بالترويج والتسويق لهذه المؤسسة لتجنيد المزيد من النساء فيها الممثلة أليسون ماك، والتي كانت تعتبر من بين قادة الصفوف الأولى في هذه المنظمة.

وبعض هذه الممارسات الجنسية وقعت بحق امرأة تم تحديد اسمها على أنها "كاميلا"، والتي بدأت منذ أن كانت في عمر 15 عاما عندما كان هو يبلغ من العمر 45 عاما.

وفي 2015 أطلق رانيري منظمة "دوس" والتي كانت فيها النساء تصنف كحرة أو كعبدة، وعلى الجميع إطاعته باعتباره الزعيم الروحي لهذه المنظمة.

الإخضاع المدعوم بالعلم

وفق تقرير نشره موقع إنسايدر، فإن رانيري استخدم تقنيات في علم النفس من أجل التلاعب بالنساء الأعضاء الجدد في منظمته وكل ذلك تحت غطاء تقوية الشخصية.

النساء في هذه المنظمة كانت تخضع لرانيري بعدة طرق بعضها من خلال الابتزاز إذ كن يقدمن ضمانات لعدم الكشف عما يحصل معهن، من خلال تقديم صور جنسية أو حتى معلومات سرية.

ولم يكتف بالممارسات الجنسية فقط، بل كان يخضعهن لعملية وضع وشم أو وسم على جسدها، في عملية مؤلمة تتم عن طريق الكي.

واستخدم رانيري أسماء مميزة وبراقة للعلاج النفسي المزعوم من خلال دورات " Executive Success Program" والتي تتطلب التحرر من الثقل العاطفي وفتح المجال للتفكير بشكل أوسع وأكبر.

مسيرة رينيري و"نكسيوم" شكلت حالة من الجدل منذ القبض عليه في 2015 بعدما بدأت بعض النساء بالحديث علنا عما يحصل داخل المنظمة، والممارسات التي يقوم بها زعيمها، وهي ما جعلها محور سلسلتين وثائقيتين، إحداهما لقناة "اتش بي أو".