لا يظهر الا نادراً... من هو أغنى رجل في العالم؟
شفق نيوز/ تخطى "برنارد أرنو" رجل الأعمال الفرنسي الذي يقف وراء شركة إل في إم اتش (LVMH) العملاقة في مجال السلع الفاخرة، مالك "تويتر" إيلون ماسك على "مؤشر بلومبرغ للمليارديرات".
وهي المرة الأولى التي يتصدر فيها قائمة أغنى الأشخاص، إذ لم يسبق لأي شخص من فرنسا - أو أوروبا ككل - أن ادعى امتلاكه أكبر ثروة على هذا الكوكب.
وطالما كان أرنو البالغ من العمر 73 عاماً متواجداً في قوائم الأثرياء، لكنه على عكس ماسك والمليارديرات الآخرين، لا يظهر إلا نادراً في المناسبات العامة ولا ينشط شخصياً على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن شركة «إل في إم اتش- مويت هنسي لوي فيتون» (LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton) تنضح بالبذخ، إذ تضم 75 علامة تتراوح من ««دوم بيرينيون» إلى ««كريستيان ديور» إلى «تيفاني آند كو»، إلا أن أرنو سعى للبقاء بعيداً عن الأضواء في بلد يتم الاستياء فيه من التفاخر بالثروة وبريقها.
واستخدم أرنو- الذي تقدر ثروته بنحو 170.8 مليار دولار - المهارة الحرفية الأوروبية لتحويل «إل في إم اتش» إلى أكبر تكتل شركات للسلع الفاخرة في العالم. إذ تعد المجموعة ساحة تدريب للمصممين الطموحين الذين يسعون إلى صنع اسم لأنفسهم: مثل مارك جاكوبس، والراحل فيرجيل أبلوه في «لوي فيتون»، وراف سيمونز من ««كريستيان ديور»، وفيبي فيلو في «سيلين». لقد غرسوا جميعاً العلامات التجارية التراثية بحداثة أبقتهم على صلة بالمستهلكين الشباب.
في حين أن ضعف الأسواق قضم جزءاً من ثروة أرنو هذا العام - لتنخفض بنحو 7.2 مليارات دولار في 2022– إلا أنه كان أفضل حالاً من أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا الذين يهيمنون على قائمة أثرياء العالم. ذلك لأن الطلب ظل قوياً على المنتجات الفاخرة مع انحسار أزمة كوفيد-19. وحققت شركة «إل في إم اتش» التي يقع مقرها في باريس مبيعات بلغت 64 مليار يورو (68 مليار دولار) العام الماضي، وهو انتعاش حاد بعد الانخفاضات التي شهدتها خلال الوباء في 2020.
ووفقاً لتقريرها السنوي، يمتلك أرنو وعائلته نحو 48% من أسهم الشركة، ولديهم 64% من حقوق التصويت. تراجعت الأسهم 0.4% في بداية التداول في باريس يوم الأربعاء الماضي، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 364 مليار يورو هي الأكبر في أوروبا.
وُلد أرنو في مدينة روبيه في شمال فرنسا عام 1949، وتخرّج من كلية الهندسة النخبوية «بوليتكنيك». ثم ذهب للعمل في شركة العائلة «فيريت سافينيل» التي ركزت على البناء الصناعي، قبل أن ينتقل في عام 1981 إلى الولايات المتحدة، حيث غامر بمجال التطوير العقاري.
وعاد أرنو إلى فرنسا وقام بغزو مجال السلع الفاخرة في عام 1984، عندما تولى قيادة شركة» بوساك سانت فرير»، مجموعة المنسوجات المفلسة التي كانت تمتلك الجوهرة ««كريستيان ديور». قام بتفكيك معظم الأعمال الأخرى للشركة واستخدم الأرباح غير المتوقعة لشراء حصة مسيطرة في «إل في إم اتش»، التي اندمجت شركتاها الرئيسيتان- «لوي فيتون» و»مويت هنسي»- في عام 1987.
وعلى مدى العقود الثلاثة التالية، حول أرنو شركة «إل في إم اتش» إلى عملاق في مجال السلع الفاخرة تبيع الشمبانيا، والنبيذ، والمشروبات الكحولية، والأزياء، والسلع الجلدية، والساعات، والمجوهرات، والإقامات الفندقية، والعطور، ومستحضرات التجميل من خلال أكثر من 5500 متجر حول العالم. وسرعان ما أدرك أن الصين ستصبح سوقاً رئيسياً، وافتتح أول متجر لـ»لوي فيتون» في بكين عام 1992.
وفي وقت سابق من هذا العام، رفعت «إل في إم اتش» الحد الأدنى لسن رئيسها التنفيذي. ما سيسمح لأرنو بالبقاء على رأس القيادة حتى يبلغ 80 عاماً، وهي دلالة على أنه ينوي أن يكون مسؤولاً لفترة أطول.
وفي سعيه للبقاء بعيداً عن الأنظار، قال أرنو في تشرين الاول إن «إل في إم اتش» باعت طائرتها الخاصة. إذ ان حسابات على «تويتر» تتبعت طائرات أصحاب المليارات في محاولة لوصمهم بالعار بشأن انبعاثات الكربون، وقد أصبحت تلك المسألة موضوعاً ساخناً في فرنسا، حيث اقترح بعض السياسيين حظر الطائرات الخاصة أو فرض ضرائب عليها.
قال أرنو لـ»راديو كلاسيك» المملوك لشركة «إل في إم اتش»: «في ظل وجود كل هذه القصص، كان لدى المجموعة طائرة وقمنا ببيعها... النتيجة الآن هي أنه لا أحد يستطيع أن يعلم إلى أين أذهب لأنني أستأجر طائرات خاصة
وعلى الرغم من أنها بنيت على استحواذات ناجحة في الغالب، إلا أن «إل في إم اتش» وأرنو تكبدا خسائرَ شهيرة أيضاً.
وتغلب فرانسوا بينو- أحد أغنى أثرياء فرنسا – على أرنو في شراء «غوتشي»، التي أصبحت الآن جزءاً من «كيرينغ» (Kering). كما أنه فشل في محاولة استحواذ قسري على شركة «هيرميس إنترناشيونال» (Hermes International)، المصنعة لحقائب «بيركن»، والمملوكة لأغنى عائلة في البلاد. ووصفه أحد أعضاء عائلة هيرميس بأنه «ذئب يرتدي الكشمير» بسبب الطرق المفترسة التي حاول بها الاستيلاء على شركتهم.
ويبني أرنو سلالته الخاصة داخل «إل في إم اتش». لديه خمسة أبناء من زواجين، وجميعهم يعملون حالياً في الشركة أو إحدى علاماتها التجارية. وتم توسيع دور ولده الثاني، أنطوان (45 عاماً)، في الشركة القابضة ««كريستيان ديور» (Christian Dior).
و"أرنو"- المعروف بالحفاظ على نظام غذائي صارم ولعب التنس بانتظام - هو أيضاً من هواة جمع الأعمال الفنية وقاد افتتاح «مؤسسة لوي فيتون» في عام 2014 في حديقة بولونيا «بوا دو بولون» الواقعة في باريس. المكان عبارة عن متحف فني خاص ضخم صممه فرانك جيري، ويهدف إلى استيعاب مجموعة أعمال شركات «إل في إم اتش» بالإضافة إلى مجموعة أرنو الفنية.
ويقدر «مؤشر بلومبرغ للمليارديرات» أن الغالبية العظمى من ثروة أرنو تنبع من حصته البالغة 97.5% في ««كريستيان ديور»، التي بدورها تسيطر على نحو 41% من «إل في إم اتش»، التي تمتلك فيها العائلة حصة إضافية تبلغ نحو 6%.
ولدى أرنو ما يقدر بنحو 10.3 مليارات دولار نقداً وأصول أخرى، بناءً على تحليل يشمل توزيعات الأرباح، والضرائب، والمساهمات الخيرية.
أصبح أرنو خامس شخص على الإطلاق يحتل المرتبة الأولى في «مؤشر بلومبرغ للمليارديرات» منذ إطلاقه لأول مرة في 2012. الآخرون هم: كارلوس سليم، وبيل غيتس، وجيف بيزوس، وإيلون ماسك.