"عيد الرعب" مصدر سعادة لأطفال بغداد وعائلاتهم (صور)
شفق نيوز- بغداد
رسومات بألوان صارخة على وجوه الأطفال، وشخصيات من أفلام الرعب الهوليوودية، وملابس الساحرات السوداء مع قبعاتهن الغريبة التي عرفناها من مسلسلات الرسوم المتحركة، هكذا ارتسمت أجواء احتفالية في العاصمة العراقية بغداد، كان بطلها الأطفال الصغار، مسجلين مشاركتهم مع العالم بعيد الهالوين.
واقتصرت الحفلات في المولات والمنتجعات التي أعلنت عن هذه المناسبة على الأطفال والصبيان فقط، إذ سجلت بغداد هذا العام أقل إعلان عن هذا الاحتفال مقارنة بالسنوات السابقة.
في قاعات الاحتفالات بهذه المناسبة تختلط الموسيقى الصاخبة مع صراخ الأطفال بمزيج من الخوف والفرح ضمن مشهد يتكرر سنويا بهذه المناسبة التي عُرفت على أنها مناسبة أميركية، لطالما ألفناها في أفلامهم ومسلسلاتهم.
ويُحتفل بعيد الهالوين في بغداد غالبا في قاعات مغلقة تتزين برموز خاصة بهذه المناسبة مثل الجماجم والأشكال المخيفة المصنوعة من ثمار يقطين مفرغة من الداخل، أما الأطفال والكادر المشرف على القاعة فيرتدون أزياء تنكرية مخصصة لهذه المناسبة.
وتؤكد علياء محسن (36 عاما)، صاحبة قاعة لإقامة احتفالات الهالوين، أن "الاشتراك اليومي بهذا الاحتفال هو 10 آلاف دينار، أما الزي الذي يتم ارتداؤه بعيد الهالوين فيبلغ سعره 20 ألف دينار، تُضاف لذلك خدمات الرسم على الوجوه بقيمة 10 آلاف دينار".
وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز أن "الاحتفال بمناسبة الهالوين يتضمن تقديم هدايا للأطفال وألعابا مجانية ورسما يقوم بها الأطفال"، مشيرة إلى أن "الأطفال يستمتعون بالأجواء الصاخبة ويظهرون في الشخصيات التي يحبونها خلال الاحتفال".
واحتفل العراقيون لأول مرة بعيد الهالوين عام 2020، وزاد الاحتفاء الجماهيري تدريجيا بهذه المناسبة التي صار ينتظرها العديد من الأطفال والشباب، على الرغم من أن الاحتفالات تقتصر على الأماكن المغلقة فقط.
وتُعد المولات والصالات الكبيرة في بغداد من أبرز أماكن إقامة الاحتفالات، حيث تصطحب العائلات الأطفال الذين يزينون وجوههم برسومات الأشباح المخيفة ضمن أجواء من المرح والفرح.
وتوضح المواطنة ليلى حسن (42 عاما)، في حديثها لوكالة شفق نيوز: "أتوجه سنويا رفقة ابنتي إلى أحد مولات بغداد التي تعلن عن تنظيم احتفالية بعيد الهالوين"، منوهة أن "الاحتفال بعيد الهالوين أصبح مألوفا للأطفال وبعض العائلات في العراق".
وتضيف أن "ابنتي البالغة من العمر 9 أعوام تضع رسومات على وجهها وترتدي أزياء مرعبة وتستمتع بعيد الهالوين"، مبينة أن "من الأمور الإيجابية أن يتقبل المجتمع المناسبات المختلفة دون تشدد، بما يؤكد انفتاح المجتمع العراقي على العالم".
وتلفت إلى أن "الهدف من الاحتفال بالهالوين هو نشر السعادة وكسر الروتين اليومي والاقتراب من عالم الأطفال الساحر والمبهم، وأن الأطفال يعبرون عن سعادتهم بوضع أقنعة مخيفة أثناء جمعهم الحلوى، في أجواء تشيع السرور على الصغار والكبار في آن معا".
ويحتفل العالم في 31 تشرين الأول من كل عام بعيد الهالوين، وتبدأ احتفالات العراقيين بهذه المناسبة منذ 28 تشرين الأول/أكتوبر وتستمر الاحتفالات حتى نهاية الشهر.
وكانت الاحتفالات بهذه المناسبة تقتصر على حفلات التخرج الجامعية التنكرية، وأصبحت تمتد إلى الصالات والفنادق والمولات، مع وجود تحفظات اجتماعية وأمنية.
وكانت الشرطة المحلية قد ألقت العام الماضي القبض على عدد من المواطنين أثناء الاحتفال بعيد الهالوين خلال مداهمة قاعات مطعم وحدائق أغصان الزيتون في العاصمة بغداد.
ووفق مصدر أمني قال إن قوة أمنية ألقت القبض على 23 شخصا بينهم اثنتان من النساء خلال المداهمة، وذلك لوجود احتفال غير أخلاقي (الهالوين) ضمن نزلة جسر الجادرية.
ونشأ عيد الهالوين في أميركا في الـ31 من تشرين الأول/أكتوبر، ويُحتفل به بارتداء الأزياء التي تحاكي أبطال أفلام الرعب والشخصيات الخارقة، وامتد الاحتفال به إلى بلدان أخرى من العالم.
يقول الطفل علي حسين (10 أعوام) إن "الأزياء المتنوعة والمخيفة والهدايا التي توزع بهذا الاحتفال تشجعني على الاشتراك بها".
ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز: "أكون سعيدا حين أحصل على مكافأة خلال مسابقات الأزياء والحركات".
أما والدة الطفلة لارسا سعدون، فتقول في حديث لوكالة شفق نيوز إن "ابنتي تحب هذه الاحتفالات التنكرية التي توزع بها الحلوى وتستمتع بأجواء الاحتفال".
ويحتفل العديد من الشباب العراقي بهذه المناسبة في بعض النوادي الليلية التي أُغلقت أغلبها فيما بعد بقرار حكومي، ما جعلهم يتوجهون إلى المولات لحضور الأفلام الخاصة بالهالوين أو متابعة الفعاليات المقامة داخل المولات.