طيور الزينة.. رفيق مؤنس ينثر سحره في منازل العراقيين (صور)

طيور الزينة.. رفيق مؤنس ينثر سحره في منازل العراقيين (صور)
2025-07-08T10:27:22+00:00

شفق نيور – بغداد

زقزقة الطيور وألوانها المختلفة تبهج المنازل وأصواتها أنغام موسيقية تعزفها الطبيعة فتبعث في النفوس الراحة والسعادة والاطمئنان وتكسر صمت الجدران وتخفف التوتر.

ويجد من يمعن النظر في الطيور لوحة فنية تتحرك داخل الاقفاص، وهو ما يدفع الناس إلى اقتناء أنواع مختلفة من طيور الزينة المنزلية.

طيور الحب والفناجس، يعتبرها كثيرون من أشهر انواع الطيور، وأكثرها جذباً بسبب ألوانها الجميلة وأصواتها العذبة.

وشهدت السنوات الاخيرة اقبالاً واسعاً على شراء طيور الزينة بدلا من طيور الزاجل التي كانت شائعة خاصة عند الاطفال والصبية وبعض الكبار.

في هذا الصدد، تقول المواطنة اسراء صاحب، (أم لأربعة أطفال)، إن "اولادها شاهدوا خلال زيارتهم للاقارب طيور الزاجل، والحوا عليها لشراءها لهم" مردفة: "اقتنيت طيور زينة ذات حجم صغير كوسيلة سهلة للترويض، وهذه الطيور تبقى في القفص ولا تسبب ازعاجاً لأحد، كونها لا تحتاج إلى مساحة او بناء برج".

وتوضح إسراء، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "الأطفال فرحوا كثيرا بهذه الطيور التي نشرت نوعاً من البهجة والسعادة والحياة في البيت من خلال الأصوات الجميلة والألوان الزاهية، فيما يسبغ فرح الأطفال مزيداً من البهجة والسعادة عند تغريد الطيور".

ويعج سوق الغزل في العاصمة بغداد، بأنواع شتى من الطيور ومن بينها، طيور الدرة والروز وهو نوع من طيور الحب، والزيبرا الذي يمتاز بالوان الخطوط على ريشه، والكناري والحسون الذي يمتاز بالوانه الرائعة، والببغاء والكوكاتيل، إضافة الى طيور الجامبو وغيرها.

ويذكر صاحب محل لبيع طيور الزينة في سوق الغزل، أن "طيور الزينة مرغوبة اكثر من غيرها لدى الامهات والاطفال والمراهقين، أما الحمام الزاجل فله جمهوره الخاص من الكبار والهواة المحترفين، لكنه ليس شائعا عند الأطفال والنساء".

ويبين صاحب المحل، خلال حديثه للوكالة، أن "طيور الزاجل لها سلبيات كثيرة، ومنها الفضلات التي يتركها على الاسطح والشرفات، كما تصدر عنه أصواتاً مزعجة وهو ينقل الامراض ان لم يتم الاعتناء به، فضلاً عن كونه يحتاج الى تدريب وطيران"، منبهاً إلى أن "الانفجار السكاني الحالي وتلاصق المنازل وصغر مساحتها وضيقها، لم يعد يسمح للعائلات بالصعود على الأسطح لرعاية طيور الزاجل".

ويواصل: "أصبح الاقبال على طيور الزينة واسعاً من الكثيرين، خاصة وان اسعارها مناسبة للغاية"، مبينا أن "سعر بعض الطيور لا يتجاوز الخمسة آلاف دينار فقط".

ويؤكد أن "مجمل أسعار الزينة تتراوح بين 5 إلى 25 ألف دينار، باستثناء بعض الانواع التي تتراوح اسعارها بين 100 إلى 150 الف دينار، ومنها طيور الكناري وطيور الجامبو، وهذه الطيور جميلة ومستوردة".

ولا تقتصر رغبة الأهالي باقتناء هذه الطيور لغرض الزينة فقط، بل ان بعضهم يأنس بها وتربطه بها علاقة ودية من ناحية الاهتمام والاستمتاع بها، فلهذه الطيور كما يقول البعض، القدرة على طرد الوحشة من البيت وجعله مفعماً بالحياة والسعادة، خاصة لمن يعيش وحيداً في المنزل.

يؤكد المواطن احمد ماجد، الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، انه "يسكن وحيداً في شقة صغيرة، وله رغبة شديدة في اقتناء طيور الزينة وتربيتها والاعتناء بها لانه يشعر بالراحة مع هذه الطيور".

ويضيف: "مع وجود طيور الزينة في شقتي لا أشعر بالعزلة والاكتئاب فهذه الكائنات قادرة على تسليتي وتبديد وحدتي"، منوهاً بأنه "حين يغادر الشقة لعمله ويعود يشعر ان ثمة من ينتظره في الشقة وانه ليس وحيداً، وانه يشعر مع طيوره بالانس والاستمتاع".

وثمة عوامل نفسية كثيرة وراء الاستمتاع بطيور الزينة، ومنها تخفيف التوتر والقلق والشعور بالراحة النفسية والتحفيز الذهني والتأمل، وإضفاء الحيوية والجمال على البيئة المحيطة، بالإضافة إلى التفاعل الاجتماعي والتحفيز الذهني الذي توفره رعاية هذه الطيور.

في هذا السياق، تقول الباحثة النفسية مناهل الصالح، للوكالة: "يشعر كثير من مربي طيور الزينة بالراحة والاسترخاء ويتفاعلون معها لانهم يعتقدون ان هذه الطيور كائنات لطيفة تشاركهم مشاعرهم واحاسيسهم، وخاصة اولئك الذين يعيشون منفردين".

وتشير الصالح، إلى أن "علاقة مربي الطيور تختلف من شخص لآخر، فمن ينظر لهذه الطيور كمشروع تجاري يختلف عن علاقة المربي الذي يهتم بالطيور ويتفاعل معها"، مؤكدة أن "بعض المربين يشعر بأن طيور الزينة تراقب سلوكه وتصرفاته وتشعر بفرحه وحزنه وغضبه، وهذا ما يوطد العلاقة بين المربين وبين الطيور".

وتلفت الصالح، النظر إلى أن "كثيرا من الناس يبحثون في هذا العالم المضطرب عن فسحة من الجمال والرقة والعذوبة والاحساس الهادئ، وان زقزقة الطيور وريشها وتحركها يمتص الانفعالات والغضب ويريح الاعصاب".

تجلب طيور الزينة المتعة في البيوت لما لها من تأثير جمالي ودور إيجابي على الصحة النفسية خلال تخفيف التوتر والاحتقان وخلق بيئة نفسية آمنة، تدفع العديد من الاسر لتربيتها والاهتمام بها، اذ ارتفع اعداد مربي الطيور بمختلف انواعها عن ثمانينات القرن الماضي الذي كان يقتصر على الببغاء والكناري.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات محددة لاعداد مربي الطيور حالياً في العراق، إلا أن عدد الهواة في تزايد مستمر، خاصة مع ظهور أنواع جديدة لم تكن مألوفة من قبل، ومنها طيور الكوكتيل والكناري والحسون وغيرها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon