صور.. فعاليات فنية وعروض مسرحية لافتة في الانبار تبحث عن مكان يأويها

شفق نيوز/ شهدت محافظة الأنبار في الأسابيع الماضية نشاطاً فنياً وأدبياً ملحوظاً، حيث أقيمت العديد من الفعاليات والعروض المسرحية التي أثارت إعجاب العديد من الأدباء والفنانين الذين شاركوا فيها كضيوف شرف، لكن هذا لم يشفع لفنانيّ ومثقفيّ الأنبار بإنشاء مسارح وقاعات لتقديم عروضهم وأمسياتهم فيها.

وكان آخر عهد للمحافظة بمسرح مخصص للعروض الفنية في العام 2003 بمدينة الرمادي، قبل أن يتعرض للإغلاق ثم للتدمير بفعل أعمال العنف التي شهدتها المحافظة.

وتنظم حاليا غالبية العروض المسرحية في مبان تتبع لوزارات وجهات حكومية مختلفة، قدمت تسهيلات بهذا الشأن من بينها المدينة السياحية في الحبانية، وقائممقامية قضاءي الفلوجة وهيت.

وحول ذلك يقول الكاتب والمخرج المسرحي، عكاب حمدي، لوكالة شفق نيوز "ليس فناني الأنبار وحدهم الذين يعانون بل كل فناني العراق، حيث أن الفنان العراقي وخاصة الفنان الانباري يعاني من عدم وجود أي اهتمام من الحكومة المحلية".

واضاف "أيضاً لا يوجد في المحافظة مسرح تتوافر فيه التقنيات المسرحية من اضاءة وصوت خاص للعروض والمهرجانات، مما يجعلنا نضطر لتأجير أجهزة إضاءة وصوت بمبالغ كبيرة".

وناشد حمدي الحكومة المحلية للاهتمام بالجانب الثقافي وخاصة المسرح "كون حضارة الأمم تقاس بما تتركه من ارث ثقافي".

من جانبه، يقول الفنان المسرحي أياد الدليمي، لشفق نيوز، إن "هناك عزوفاً من قبل الجمهور عن متابعة العروض المسرحية، لذا ارتأينا أن نذهب بالمسرح الى الناس، من خلال اقامة العروض المسرحية في الحدائق العامة".

وأضاف "لا نملك في الأنبار لا مقراً ولا مسرحاً ولا ساحة مسرحية، لذلك نلجئ للمسارح المفتوحة في القاعات العامة، ومددنا خالية من المسارح والمعارض التشكيلية، ولا تتوفر لدينا حتى مكتبة عامة، لذا تعد مدننا خربة ثقافيا".

أما مدير البيت الثقافي في قضاء الفلوجة، ماجد الجبوري، فيقول لشفق نيوز، إن "أحببنا أن نسلط الضوء على المشهد المسرحي في الانبار، فسنرى إن هناك حركة دؤوبة لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية، التي تشهدها المحافظة ومنها مدينة الفلوجة".

وأشار إلى أنه "بالأمس القريب كان هناك مسرحاً لنقابة الفنانين في الأنبار، بالإضافة إلى أن المنتدى المسرحي الجاد في الفلوجة يعتزم إقامة عروضاً مسرحية، وسيتم يوم الأحد المقبل افتتاح مهرجان الفلوجة الأول والثاني".

وأكد الجبوري، ان "العروض المسرحية اليوم في الفلوجة ومحافظة الأنبار تحتاج إلى دعم والتفاتة من وزارة الثقافة، خاصة وان الجانب الثقافي في المحافظة يحتاج إلى دعم كبير وعناية خاصة، حيث أننا نفتقر إلى مكان يليق بالعروض المسرحية، فعلى الرغم من أن المنتدى المسرحي في الفلوجة أو مركز شباب الفلوجة يحتضن الكثير من الفعاليات، لكننا نطالب بمكان يصلح لجميع الفعاليات الثقافية ومناسب لإقامة العروض المسرحية".

ولفت إلى أن "إقامة فعالياتنا الثقافية في مركز تابع لوزارة الشباب، أمر غير صحيح، بل نريد أن يكون هناك مكاناً تابعاً لوزارة الثقافة، ويليق بالفعاليات الثقافية في المدينة".

من جهته قال نقيب الفنانين في الأنبار، فاروق نواف، لشفق نيوز، إن "العروض التي تمت اقامتها بأماكن عامة مختلفة، تهدف الى الوصول للجمهور بأكبر مساحة، بالإضافة الى انها جاءت تطبيقا لتعليمات خلية ازمة كورونا والتي اشارت الى ضرورة الابتعاد عن التجمعات في القاعات المغلقة".

واضاف "تعذر علينا اقامة فعاليات مسرحية لعدم توفر المباني الخاصة بالمسرح، ونأمل أن تلتفت الينا الحكومة، من خلال انشاء مسرح في الأنبار يسهم بتطور الواقع الثقافي في المحافظة".

ولفت نواف، إلى أنه "تم تقديم طلب لمحافظ الانبار لدعمنا في هذا الجانب، وقد وجه المحافظ بصرف مبالغ لرعاية العروض المسرحية التي نفذت في الأنبار، لكن إلى الان لم يتم صرف اي مبالغ لنا، وكل العروض هي بجهود ذاتية".