"أرض الاحلام تستحق العناء".. شاب عراقي يعبر "طريق الموت" إلى ألمانيا
شفق نيوز/ بعد 12 محاولة "تسلل" الى أوروبا، حقق شاب عراقي حلمه بالوصول إلى المانيا، "أرض أحلامه"، بعد اجتيازه بصعوبة "طريق الموت" من تركيا مرورا باليونان حتى وجهته الحالية.
اللاجئ علي العراقي
ويشير علي، وهو من مدينة الأنبار العراقية، إلى أنه تخلى عن دراسته، وقرر الهجرة بسبب الوضع الأمني غير المستقر ومشكلة البطالة.
ويؤكد الشاب العراقي أن" فرص العمل نادرة وغير متوفرة في العراق، وهي تدعم العمالة الوافدة على حساب أبناء البلد"، وفق ما أوردت قناة "black box" على موقع "يوتيوب".
ويكشف اللاجئ العراقي تفاصيل رحلته التي انطلقت من تركيا ولم تكلفه في بداياتها غير ثمن هاتفه، والمواقف القاسية والمرعبة التي واجهها خاصة أثناء عبوره اليونان.
خدع أهله وباع موبايله
ويقول علي إن "الخطوة الأولى كانت إقناع عائلتي بالسفر إلى تركيا فقط، اضطررت للكذب عليهم في البداية، لأنهم كانوا يخشون علي من الهجرة، كان يعتبرون ذلك طريقا حقيقيا للموت".
ويلفت إلى أنه "لم يكن بحوزته المال للسفر إلى تركيا ما اضطره لبيع هاتفه واقتناء فيزا".
ويضيف: "لم يكن بحوزتي غير 350 دولارا، وهو ما جعلي أسافر إلى تركيا عن طريق الباص رفقة صديقين لي".
وبعد وصوله إلى إسطنبول، مكث الشاب، حسب كلامه، في منزل برفقة مجموعة من الأشخاص الراغبين بالهجرة حتى اتفقوا مع مهرب لنقلهم لمدينة أدرنة الحدودية، مبينا أنه "بالفعل أوصلتنا سيارة المهرب إلى الحدود لكنهم اضطروا إلى العودة بعد يومين فقط حيث أعاق طريقهم مرتزقة أفغان".
وتابع: "لم تنجح المهمة حينها لذلك عدنا، وقررت حينها العمل طيلة شهر للحفاظ على ما تبقى من المال".
عبور النهر والتيه في الجبال
ويسرد علي قصته مع الهجرة "اشتغلت في مصنع خشب، ثم قررت تكرار المحاولة على الحدود التركية - اليونانية مع صديق لي وزوجته، وقد تمكنا من عبور النهر".
ويكمل حديثه: "بقينا نمشي في الجبال وواجهتنا صعوبات في تلك المرحلة.. الطريق كان صعبا ووعرا، لقد تهنا بين الجبال والوديان واحترنا أي الطريق نسلك وقد كانت شبكة الإنترنت ضعيفة".
ويستطرد أن "صديقه وزوجته لم يتحملا صعوبة الطريق، كان طريق الموت بالفعل ولا أنصح به العائلات".
ويردف: "بقينا نمشي طيلة سبعة أيام، كان البرد قاسياً وكنا نشرب من ماء النهر ونأكل التوت البري وننام في المنحدرات".
تحدي الشرطة اليونانية
ومع وصوله إلى بلدة "كومنتيني" اليونانية وهي منطقة خطرة أمنياً حيث الرقابة فيها مشددة، رفض علي تسليم نفسه وقرر المجازفة والذهاب إلى مدينة سالونيك عبر الباص متحديا الشرطة، في حين لم يكن لديه المبلغ الكافي لتقديمه للمهربين.
ويؤكد أنه استأجر منزلا في سالونيك مقابل العمل كدهان للمؤجر، لكن كان عليه جمع المال حتى يستطيع التواصل مع أحد المهربين، ما اضطره إلى بيع هاتف "آيفون" وصله من العراق عن طريق مساعدة أصدقائه وبيعه ثم إرسال ثمن الهاتف وهو 1000 دولار إليه.
النجاح في المانيا
ويبين علي "بعد وصول المبلغ رتبت مع المهربين لعبور اليونان نحو مقدونيا رفقة صديقي، ظللنا فيها 14 يوما نتنقل من نقطة إلى أخرى، وقد بقينا في حفرة لفترة من الوقت ومكثنا في خرابة، وكنا نصغي إلى طائرات الدرون فوقنا".
ورغم فشل 12 محاولة تسلل، إلا أن المحاولة الأخيرة تكللت بالنجاح، وتمكن علي وصديقه من الدخول إلى صربيا، ورغم رداءة كامب سومبور الصربي إلى أنه تمكن من مغادرته والعبور نحو ألمانيا.
ويختم الشاب العراقي بالقول: "لقد أنهكنا التعب.. لكن نجحنا أخيرا".