شفق نيوز/ مع استنفار بريطانيا استعداداً للأسوأ، أثارت مسألة خلط عدة لقاحات، بغية إعطائها لمتلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا، ضجة كبيرة في البلاد. فبعد تسرب تفاصيل عن خطة طوارئ لخلط اللقاحين المعتمدين في عدد صغير من الحالات (فايزر وأسترازنكيا أو أكسفورد)، تجند عدد من المسؤولين عن نظام اللقاح للدفاع عن وجهة النظر هذه، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
القصة بدأت بعد أن أوصى كتاب صادر عن مسؤولين بريطانيين صحيين بأنه "يمكن تقديم جرعة واحدة من المنتج المتاح محليًا لإكمال الجدول الزمني إذا كان اللقاح نفسه المستخدم للجرعة الأولى غير متوفر".
لكن التقرير أو كتاب التوصية أضاف أنه: "لا يوجد دليل على قابلية تبادل لقاحات Covid-19، إلا أن الدراسات في هذا الإطار لا تزال جارية".
وقد أثارت تلك الملاحظة موجة من الجدل والانتقادات، تعززت مع نشر تقرير في "نيويورك تايمز" نقل عن عالم الفيروسات البروفيسور، جون مور، من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة قوله "لا توجد بيانات واضحة حول هذه الفكرة (خلط اللقاحات أو تأجيل الجرعة الثانية منها) على الإطلاق"، معتبراً أن المسؤولين البريطانيين "تخلوا عن العلم تمامًا، ويبدو أنهم يحاولون فقط تحسس طريقهم للخروج من هذه الفوضى العارمة".
بدوره، أكد خبير الأمراض المعدية الأميركي، أنتوني فاوتشي،أنه لا يتفق مع نهج المملكة المتحدة لجهة تأجيل الجرعة الثانية من لقاح Pfizer / BioNTech. وقال لشبكة CNN إن الولايات المتحدة لن تتبع خطى بريطانيا، وستتبع إرشادات شركة Pfizer و BioNTech لإدارة الجرعة الثانية من لقاحها بعد ثلاثة أسابيع من الأولى.
في المقابل، أوضحت الدكتورة ماري رامزي، رئيسة التحصين في وزارة الصحة العامة بإنكلترا، أن الخلط غير موصى به ولن يحدث إلا في ظروف استثنائية.
كما أضافت قائلة: "إذا كانت جرعتك الأولى هي لقاح فايزر، فلا يجب أن تحصل على لقاح أسترازينيكا لجرعتك الثانية والعكس صحيح. ولكن قد تكون هناك حالات نادرة للغاية حيث لا يتوفر نفس اللقاح، أو حيث لا يعرف اللقاح الذي حصل عليه المريض، عندها يمكن إعطاء لقاح آخر.
وتابعت "يجب بذل كل جهد لمنحهم نفس اللقاح، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فمن الأفضل إعطاء جرعة ثانية من لقاح آخر بدلاً من عدمه على الإطلاق".
يأتي هذا بالتزامن مع تلقي المستشفيات في جميع أنحاء بريطانيا تحذيرات بضرورة الاستعداد لما هو أسوأ في التعامل مع السلالة الجديدة لفيروس كورونا المتحور، ومواجهة ضغوط كبيرة مثل التي تواجهها مستشفيات الرعاية الصحية في لندن وجنوب شرقي إنكلترا.