بين رفوف "الوطن العربي".. ستة عقود من "الحبر والذاكرة" في بعقوبة (صور)

شفق نيوز/ وسط ضجيج المدينة وتحولات الزمن، ما تزال مكتبة "الوطن العربي" في شارع حسينية عبد الكريم المدني وسط بعقوبة، صامدة تشهد على أجيال تعلّمت وتخرّجت، وعلى الرغم من التطور لم تغيب رائحة الورق ولا جمال الرفوف المحملة بأدوات المعرفة، فهي ليست مكاناً لبيع القرطاسية فحسب، بل تحكي حكايات العابرين، إذ كُتبت بأقلامها حروف عبر ستة عقود، وُرسمت وخطّت بأوراقها أحلام الطفولة بالنسبة للآلاف من سكان المدينة.
تأسست المكتبة عام 1961 على يد عبد الرزاق العبيدي، الذي وُلد عام 1943، وكان في العشرين من عمره فقط عندما قرر أن يصنع فرقاً في مدينته، عبر افتتاح "أبواب لا تؤدي إلى البيع فقط، بل إلى الفكر والعلم".
وفي هذا الصدد، يقول مؤسس المكتبة عبد الرزاق العبيدي، لوكالة شفق نيوز "كنت شاباً متحمساً فقررت افتتاح مكاناً للقرطاسية، ليكون محطة لكل طالب ومعلّم ومثقف، ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم أنا في خدمتهم وما تركت المكتبة، ولا هي تركتني، حتى صارت جزءاً من روحي، وكل يوم أفتح أبوابها كأنني أفتتح يومي من جديد".
ويضيف العبيدي أن "مكتبة الوطن العربي كانت وما زالت مقصداً لطلاب المدارس والمعلمين والكتّاب، وحتى الأهالي الباحثين عن دفاتر أو أقلام أو غيرها من مستلزمات الكتابة والرسم، وعلى الرغم من ظهور المكتبات الحديثة والتسوق الرقمي، ما تزال هذه المكتبة تحمل نكهة خاصة، تشدّ الزبائن من مختلف مناطق ديالى".
ويشير إلى أن "التطور والتغيرات الاقتصادية لم تؤثر على مكتبتي فالقلم لا يفقد قيمته مهما تطورت الوسائل"، مبينا أن "المكتبة صارت جزءاً من ذاكرة المدينة وإن غادرت الحياة فتبقى ميراثاًمهمالعائلتي".