غداة عرضه.. ماذا قال العراقيون عن فيلم "الموصل"؟
شفق نيوز/ أثار فيلم "الموصل" الذي بدأ عرضه مساء أمس الخميس على منصة نيتفليكس، تباينا في ردود الأفعال الشعبية والنقدية، بسبب طبيعة تناوله أحداث معركة تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش.
وتدور أحداث الفيلم حول فريق من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، يقوده الممثل (سهيل دباج)، ينطلق في مهمة لتحرير المدينة، وينهيها على طريقته بعيدا عن التراتبية العسكرية، وتوجيهات قادته.
وتتخلل الفيلم أحداث دراماتيكية، ومعارك عسكرية مع عناصر داعش، فضلا عن بروز الجانب السياسي في الفيلم، والصراع داخل المؤسسة العسكرية العراقية، حيث يصف بطل الفيلم الشرطة الاتحادية، بأنهم خونة، لتعاونهم مع تنظيم داعش، وأخذهم الرشاوى.
وسلط الفيلم الضوء على تدخل إيران في المعركة، باستخدام الحشد الشعبي، كأداة لتحقيق أهدافها، في حين يتهم العقيد أصفهاني وهو قائد الحشد في الفيلم، القوات العراقية بأنها باعت السلاح المقدم لها من إيران.
وأثار الفيلم تبايناً في تقييمات العراقيين، سواء من الناحية الفنية، مثل التصوير والإخراج والتمثيل، أو مضمون الفيلم، والزوايا التي عالجها في تناول مختلف الأحداث التي شهدتها المدينة.
وقال الكاتب والسيناريست العراقي، حامد المالكي: ”اللي كتب فلم موصل كل شي ما يعرف عن معارك تحرير الموصل، فلم بسيط لا يستحق وقت مشاهدته، الكسب الوحيد الذي فيه، بروز صديقنا سهيل كممثل مبدع لم يهتم المخرج به“.
وأضاف في تدوينة عبر ”تويتر“: ”دوناً عن المستوى الفني للفيلم الذي حصر الأحداث في زوايا ضيقة، فلم يستفد من شهادة المكان .. هذا تاريخ ساخن، شهوده أحياء!“.
وقال المدون حيدر محبوبة: ”موصل أول فلم من إنتاج هوليود وباللهجة العراقيه، يوثق أحداثا واقعيه أثناء سقوط الموصل لثلة من رجال السوات تمردوا على أوامر قيادتهم للانتقام لأنفسهم من الدواعش“.
وأضاف: ”وثق للتاريخ أن الحشد الشعبي والإسناد الايراني موجودون في الموصل يقاتلون الدواعش عندما هرب الجميع وهم من زودهم بالسلاح!“.
كما واجه الفيلم، انتقادات بسبب تجاهل قصص كبيرة ومثيرة في المعركة، دور القوات الأمنية فيها، والمصاعب التي واجهتهم، والأجواء العامة التي أدت إلى دخول تنظيم داعش، فضلا عن عدم إبراز وحشية التنظيم وهمجيته بشكل واضح.
ورداً على تلك الانتقادات، قال المخرج العراقي محمد الدراجي، وهو مشارك في عملية إنتاج الفيلم في تصريح لموقع ”ناس“ المحلي: “ نحن لا نتحدث هنا عن مؤلف تاريخي يُعنى بسرد وقائع معركة الموصل من البداية إلى النهاية، وأنصح المُشككين في هذا الإطار بأن يشاهدوا الفيلم قبل الحكم على مقتطفات مسروقة“.
وأضاف: ”نتحدث هنا عن قصة مدتها 3 ساعات فقط، وتتعلق بصحفي أميركي من (نيويوركر) رافق فرقة سوات.. نحن لا نغفل ولا يُمكن أن نتجاهل مساهمات كل القوات وحتى الأطراف المدنية التي ساهمت في التحرير، لكننا نقدم هنا قصة واحدة من مئات القصص، التي لم تتول الجهات المعنية توثيقها بما يليق، وإظهارها للعالم كما فعلنا في فيلم الموصل“.
واستغرق تصوير الفيلم أكثر من شهرين، حيث أنتج في مدينة مراكش المغربية، بمشاركة ممثلين عرب وبعض العراقيين، وبتكلفة مالية بلغت 20 مليون دولار، ومن إنتاج الأخوين، جو وأنتوني روسو، وقد تولى إخراجه ماثيو كارناهان، وشارك في تنفيذه المخرج العراقي محمد الدراجي وآخرون.
وبعد ساعات على العرض الأول للفيلم على منصة نيتفلكس، قامت منصات عراقية بتحميل الفيلم ونشره مرة أخرى بشكل مجاني لمشتركيها، وهو ما انتقده المخرج الدراجي، الذي حذر من ذلك، بعزوف الشركات العالمية، عن إنتاج الأفلام الخاصة في العراق.