يا قداسة البابا نحتاج لدعاء العالم كله!!
علي حسين فيلي
علي حسين فيلي/ بابا الفاتيكان في طريقه لزيارة العراق!! إنه مبعث للفخر أن يزور البابا بلدا يزيد فيه عدد المؤمنين على اللادينيين والملحدين، مثلما الأماكن الدينية والمقدسة بما فيها الجوامع والاديرة والكنائس.. أكثر من النوادي الليلية والمصايف ... مع ذلك يزور بلدا فيه الأحزاب السياسية والمنظمات وNGO تحت راية الحرية والديمقراطية ليس بأيديها مفتاح لأي باب من أبواب السعادة الدنيوية.
وهذه الزيارة التاريخية تخبرنا، بأن البابا ايضا يعلم ان هذا البلد على طول عمره لم يخلُ من تلك الحقيقة المرة بأن الابادة بجميع اشكالها لها وجود في الماضي والحاضر، ولن يجدي إنكار وإيجاد الذرائع في محو آثارها.
البابا يعلم جيدا، أن الاستقرار السياسي والأمني في العراق ليس مرتبطا بعدد المؤمنين، ودور العبادة، وهناك الكثير من الأسباب الموضوعية التي تنظر إليها حتى منظمات الأمم المتحدة وفي بعض الأحيان على العكس من قدسيتها تحولت الى مصدر للتهديد.
وشيء طبيعي ان تدير الاقليات الدينية والقومية والسياسية والثقافية حياتها الطبيعية من وجهة نظرهم، ولكن في العراق عندما يكون الشريك الطائفي او حتى القومي على رأس الهرم فإن أتباع الأقليات الدينية والمذهبية سيصبحون ضحية وصيدا سهلا للاغلبية المسيطرة.
من المفترض أنه قد قيل لقداسة بابا الفاتيكان بأن جبهة المؤمنين في هذا البلد، وان هذه الجبهة مبعثرة في زوايا العالم و فقط تنمّي ذكريات التعايش وحياة السلام. وفيها يعيشون خضم حرب ضميرية من اجل انقاذ بقايا احترام وقدر دياناتهم. ويتمنون فقط الا تتدمر هيبة وعظمة تاريخ هذه الأرض التي كانت حاضنة لأنبياء الله!! ولكن بغية ألاّ تُمحى حقوق أي دين او مذهب، فإن رجال الدين واتباع اديان الله ليس لديهم اي مشروع مشترك.
ومن المفترض أن يُبلّغ قداسته، بأنه في مشروع تلك الطبقة المجرمة والمتمردة التي مزجت الدين والسياسة بعدم الحياء، يتم التفكير في عراق خال من الأقليات الدينية والقومية! والسعي للسلب والتدمير لجميع الثروات المادية والمعنوية! ويُعدّ قتل المكونات وباقي المظلومين في برنامج عملها ذات الأولوية القصوى.
وممّا لاشك فيه أن قداسته يعلم، وفقا للواقع العراقي وعلى العكس من الأعراف الدينية والاجتماعية للاغلبية، وعلى الرغم من أن شرب الخمر ليس مُقراً ومن الناحية الشرعية محرم، ولكن حتى المؤمنين يعترفون بتلك الحقيقة بأن أي شارب للخمر ليس بأخطر على الإنسانية والمجتمع من ذلك الجاهل والمجرم سيء الصيت يمارس الإرهاب الفكري والجسدي ويفجر نفسه باسم المتدينين!!
ونحن نذكره باننا نعيش في بلد نسي معنى الدعاء والتوسل! والقتل والتهجير من المشاريع المستمرة للظلم والجور! وتدمير الآثار الدينية مدعاة للفخر لدى المجرمين.
حللت اهلا ونزلت سهلا يا قداسة البابا الى بلد ليس للكبار فيه حرمة وشبابه لا يرون الخير منه ولا يتمتعون به!
إنه لمبعث فخر وتقدير أن يزور قداستكم العراق وأن تتوجهوا بالدعاء من اجل السلام والهدوء والتناغم لهذا البلد وهذا الشعب.. وفي الحقيقة فان هذا البلد بحاجة الى دعاء رجال الدين وجميع أتباع الأديان والمذاهب في العالم، لعله إذا لم يصل الى ساحل الامان والاستقرار، فعلى الأقل أن يأخذ قسطا من الراحة!