وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
صلاح مندلاوي
تتنافس بمرح ونحن صبية اذ ننقل الحصاة الصغيرة ثم الكبيرة وجزء من فولوكلورنا هو التندر بالحكايات اليومية فيوم نكلف بأية حركة اشتغال نجري جريان الطير المتهالك على عيشه حتى الصخول والدجاج وباقي الحيوانات الاليفة فنخلق جوآ من النشاط الانساني وكأننا نريد ان تشعر بأننا نعيش ولم نكن نهتم بالاكل والملبس بقدر ما نعيش اجواء الحياة بدآ بالعائلة الواحدة ثم اولاد العم والخال ولست ما كنت ارنو الى معايشتهم هو ابن عمي رسول وابن خالي صباح ففي الايام المتعطلين نجدها يحملون ( العلاقة ) دون ان يكون لنا غرض شخصي وكان شعار شغيلة السوق هو ( العلاقة ) وقد كانا يضحكان وكأنهم عثروا على جائزة اذ ان غالبية مرتادي السوق كانوا يجهلون هويات الصغار لكثرتهم اذ ان بناء المستشفيات وانتشار الوعي خلق زحام عدديآ في البيوت واتذكر اننا كنا نتحايل على الكبار في اجبارهم على السلوك النظيف متأثرين بأقوال معلمينا الذين كثروا في الخمسينات وصارت لنا مدرسة للبنات والعديد من مدارس الاولاد بالاضافة اللى محاضرات التدريس وصار لنا عالمآ دينيآ ووعاض .
لم يكتفوا بالبكائيات على اهل البيت بل توسع الوعاض مثل ملا عزيز وسيد نعمة وملا محمد وخليفىة قهرمان بأشراف السيد الجليل( اغا حسن ) وكان المداس عبارة عن ( كلاش ) ثم نعال اللاستيك لم يكن يكلف كثيرآ اذ ان حياكة الكلاش لم يكلف اكثر من 100 فلس ومادتها اصلية لاستيك اطارات السيارات الثقيلة المستهلكة كانت المرأة شعلة من النشاط واقل شئ للعمل هو صناعة الكلاش ويسمون الخفافة .
لقد برز صناعة ودكاكين حتى وكانوا يصدرون بالاضافة الى صناعة الفرش ( اليان ) و( الور ) المدة وللبساط كانت النسوة متكاتفات في اقامت الاساسية وتسمى التون في الغزل الى الصبغ الى الحياكة فخلقنا قصصآ رائعة وهو نوادر ولما لم تكن لنا الاذاعة والتلفزيون فقد اعتمدنا ( القصة خون ) فكان الابو يذهب ويحفظ القصة ثم يرويها لنا قصة ( رستم زال ) وملك محمد والخيام النيسابوري وبابا حافظ وبابا طاهر وسعدي .
لا اذكر احدآ بطرآ لا يعمل لذويه وكلما اتذكر اننا في بيتنا شعلة من الاشتعال وللعمل حتى انني يوم اغلقت جريدة النور وضعنا من التعيين وعدت الى اهلي وبقايا اثاثي طلبت من نسيبي ان لايرمي الانقاظ ( الطابوق ) واشتريت عشرة اكياس سمنت وعشرة اكياس ( جص ) وعمالي اخوتي الاربعة اولاد عمي حوالي عشرة وبنيت لهم حمامآ ساعدتني الاقدار بأن صار لنا منهول من بئر قديم يعود لايام جدي ورممت كل الغرف والاسطح .
كنت لااجد متنفسآ للحزن الا في مناسبات الحسين فقد كنت ابكي بحرقة ولما انتهت عن ترميم البيت وجدت مرصة حيث ذهبنا الى زيارة القبور وعند العودة نزلت في الباب الشرقي وذهبت الى دائرة توزيع المنتجات النفطية فوجدت المهندس كمال عارف والمهندس محمد العبيدي ينتظرانني تحت اشعة الشمس وبقدرة قادر تعينت في يوم عبوس وتأكدت من قبولي من بين 700 متقدم حين سألني مدير الادارة خالد محمد علي ( ما هو تنفيق الريع ) فقلت جعل الريع ضمن النفقات فنهض من مكانه قائلا هل خدمت العسكرية قلت دفعت بدل نقدي .
ودخلت النفط ولم يكن يشفع لي سوى عملي اذ كانوا على قبول فقد قال انتلرانيك افاكيان للمدير العام والله لا أستفاد من الستة الاخرين الا هذا ممسكا بكتفي واخترقت جدار الصمت وقد حصلت على ثلاث سنوات قدم ولم يحدث لاحد فقال لي رئيس المؤسسة انا سنس عربي وانت كردي شيعي فوالله افضلك على عائلتي.
اخر مرة ادخلني دورة اللغة الانكليزية قائلآ والله سأرسلك الى بريطانيا لدراسة الكومبيوتر ولم يكن الكومبيوتر قد انتشر بعد.
وراحت القصة اذ قرروا ارسال من فشل في الدورة لا الذي تفوق في التخرج حيث كنت وفتاه اخرى الاثنين الاول المكرر فقال رئيس المؤسسة ماذا تقول قلت : ـ
ان حظي كدقيق بين حرث نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه