وساطة ودبلوماسية بارزاني
يونس حمد
من السياسات الجريئة في تكوين مجتمع متحضر، اللجوء إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بين طرفين، بغض النظر عن حجم تلك الأطراف المتصارعة على شيء ما، لأن التفاوض هو السبيل الوحيد لإنجاح عمليات السلام، والسلام هو بالتأكيد انتصار لكل من المفاوضين.
لفترة من الوقت، كانت هناك صراعات في المنطقة، وخاصة بين البلدان التي لها وزن في الخلافات وغيرها من المسائل، بما في ذلك السياسية والاقتصادية. ومن أهم هذه المنافسات أو الصراعات بين تركيا الأوروبية الآسيوية ودولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب أقوى اقتصاد في عالمنا الحالي.
الصراع التركي الإماراتي ليس له جذور تاريخية العديد من الخلافات بين الدول المتصارعة على شيء ما، ولكن في السنوات القليلة الماضية اشتد الصراع التركي والخليجي، خاصة بين أبو ظبي والرياض من جهة وأنقرة من جهة أخرى.
في الآونة الأخيرة، كانت هناك انفراجة إلى حد ما لإعادة العلاقات بين الخليج وتركيا. نعم، للوساطة بين السياسيين دور كبير في التقارب بين الأطراف المتنازعة والمتنازعين، وحل الخلافات في تسوية الخلافات له دور كبير في التقارب بين المتخاصمين في إحياء عمليات السلام، لأن دور الوساطة محوري ومهم للغاية في التسوية والسلام.
يتمتع نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، بشخصية كاريزمية لتنشيط عمليات السلام، لما لها من دور مهم في التوسط بين أطراف ليست سهلة على الساحة، كما نرى وساطة لها بين أبوظبي وأنقرة. نيجيرفان بارزاني ماهر في توحيد الآراء وإبراز القضايا وله حضور قوي في السياسة والدبلوماسية. صحيح أن إقليم كوردستان ليس دولة ذات سيادة، لكنه أحد الكيانات التي تؤثر بشكل فعال على النظام السياسي الدولي.
يعود تأثير شخصية بارزاني إلى سياستها الخارجية الفعالة على المستويين الإقليمي والدولي. يحتل الموقع الجغرافي والخلفية التاريخية المميزة لعائلة بارزاني الفاضلة دورًا رئيسيًا في فهم السياسة الداخلية والخارجية في وضع خطط السلام بين الجميع، بغض النظر عن الاختلافات الفكرية والأيديولوجية.
انتهج بارزاني سياسة مستقلة ساعدت في تعزيز وصقل سمعته الإقليمية، رغم بعض الصعوبات والأزمات في المنطقة. ووصفه مراقبون ووسائل إعلام بأنه "رائد الدبلوماسية الكوردية لما يتمتع به من خبرة وحنكة دبلوماسية في إقناع الجميع والجلوس إلى طاولة المفاوضات بغض النظر عن اختلاف الآراء والمعتقدات. التقارب التركي والخليجي في نظر السياسيين". المراقبون يمهدون الطريق للسلام والحرية وقوة اقتصادية أكبر في المنطقة".
منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام بفضل السياسة الحكيمة للدبلوماسي الكوردي الرائد نيجيرفان بارزاني.