هيران.. ناحية الجمال والسياحة

هيران أو(ناحية خوشناو) كما ورد ذكرها إدارياَ حيث أصبحت هذه القرية ناحية تابعة لقضاء (شقلاوة) رسمياً سنة 1954م، وهي تقع الى الجانب الشرقي لسلسلة جبال سفين، موقعها الجغرافي وطبيعة اراضيها ومروجها ووفرة ينابيع المياه ومناظرها الخلّابة، جعلتها تلي ضمن قائمة المصايف السياحية التابعة لمحافظة (أربيل).

في فصلي الصيف والربيع يتوجه اليها الزوّار والمصطافون من كوردستان ومن خارج كوردستان خاصة سكّان محافظات وسط وجنوب العراق, قادمين اليها عن طريق (شقلاوة-هيران) هذا الطريق المؤدى اليها حيث بين القضاء والناحية مسافة تقرب من (20) كم .

يذكر أن وفرة المياه التي تسقي تلك الأراضي التابعة لناحية (خوشناو), كانت ولاتزال مضرب الامثال, رغم جفاف وضمور قسم من عيون وينابيع المياه فيها. ولا يخفى ان فصل الشتاء ايضاً فيها والمناطق المجاورة لها تعطي عبقاً وجمالاً إثر تغطية تلالها وسفوح الجبل والأراضي الزراعية بالثلوج وكأنها عروسة زُينت بشتى اثوابٍ قشيبة . ليست القرية فقط وإنّما الطريق المؤدّى اليها من (شقلاوة-كويسنجق) ماراً بـ (هيران) ايضاً معظمه مطرز بالبساتين من الثمار المتنوعة والأشجار الباسقة من نوع الصفصاف فضلاً عن, غابات الجبل وهي طبيعية من اشجار(البلوط) و(العفص) على سبيل المثال لا حصر .

يبلغ عدد سكان الناحية ما يقارب (5228) نسمة على مساحة من الأرض بحدود (7527) دونم . المساحة التي بُنيت عليها القرية وبيوتها ودوائرها الرسمية (75) دونم تقريباً, أمّا التي خُصصت للزراعة (80) دونم, كل تلك المروج كذا منظر الرواسي الشامخة للجبل وصخورها وغاباتها الطّبيعية تجذب الزوار من كلّ حدب وصوب . وهنا رافد ضخم من الماء الطبيعي الجاري من عمق ينبوع في باحة الجامع يروي قصة حقب غابرة من التأريخ المشرف للمنطقة, هذا الرافد في جريانه يمرّ و يشق طريقه من جامع (هيران) ماراً بديوان ومضياف ميران (آغا واحد بك) حيث هناك يبدو المنظر أكثرزهواً, وكان الرافد المذكور لفترات طويلة جداً محرّكاً لمجموعة من (الطاحونات) التي تعمل بقوة دفع المياه الغفيرة, حيث تنحدر تلك المياه نحو تلك الطاحونات والبساتين في منظر جميل من الشلال . عندما يُذكر اسم -هيران- تُذكر معها قرية (نازَنين) وهي قريبة من (هيران), واشتهرت هاتان القريتان عبرالتأريخ بوفرة بساتين الرمان والجوز والكروم والخوخ . من جانب آخر, هناك الإهتمام الواسع بالثروة الحيوانية فيها, وفيها ايضاً شتى اشكال الطيور كالقبج والسلوى والبلابل, فتزف هذه الخمائل وهذه الطيور والزهور و خرير المياه, تزفّ الحياة بروائع .

عن تأريخ -هيران- كتب كثير من الباحثين والرحالة والمؤرخين بأقلامهم, كتب الحاكم السياسي والمؤرخ (دبليو,آر,هي) في مذكراته, ويطيل الحديث فيها عن جمال (هيران) وما حولها من البقاع والبساتين والجبال, فذكر روافد مياه (جلي) و(نازَنين), ووصفها بأنها أجمل طريق في كوردستان من الطرق التي طرقها وجال فيها . من الشخصيات البارزة والمهمة فيها ايضاً ميران (آغا واحد بك) عاش في كنف مرابع (هيران), وكان شخصية إجتماعية كبيرة اتصف بعطائه السخي و مجلسه الطري, واشتهر بروح التعاون ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعابري سبيل, وكان باب قلبه وديوانه وبيته مفتوحاً بوجه الأهل والأقارب والناس قاطبة, كان ايضاً له الدّورالفعّال في تجديد أبنية القرية, وإرساء دعائم الدورالسكنية في (هيران) وتبليط طرقها وشوارعها, كما أن له دورًا كبيرًا وبارزًا في إنشاء عدد من الجسور بين هيران وشقلاوة. فضلاً عن دوره المتميز في جعل هيران ناحية نتيجة حبه لثرى منطقته التي ولد وتربّى فيها وتراثها الضارب في القِدم .

المصادر:

1ـ ديوان صافي هيراني, حققه ونقبه محمد ملا مصطفى هيراني, ط2, أربيل, 2015.

2موسوعة العشائر العراقية، المجلد 7، ثامر عبدالحسن العامري، طبع 2، 2009 .

3ـ ضوء على شمال العراق، نعمان ماهر الكنعاني، طبع 2، 1965 .

4- مذكرات دبليو.آر.هي ,حاكم أربيل السياسي في كردستان أيام الإحتلال البريطاني 1918-1920م, نقله الى العربية, فؤاد جميل, الدار العربية للموسوعات, ط1, لبنان, 2008م .

5- قضاء شقلاوة, دراسة في الجغرافية الطبيعية, رسالة ماجستير, كلية الآداب, جامعة صلاح الدين, أربيل, سوزان موفق عبالعزيز, 1999.

6ـ مجلة شبكة ( هيران منطقة سياحية لكل الفصول) ضحى مجيد سعيد, السنة السابعة عشرة, العدد (408) , 31 تموز 2022 .