هل سيحدث لأوكرانيا كما حدث للكويت؟
يونس حمد
في أغسطس من عام 1991، أعلنت جمهورية أوكرانيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وبعد ذلك أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وعضوًا في الأمم المتحدة، وأخرجت أخيرًا من رابطة الدول المستقلة، التي كان يرأسها الاتحاد السوفيتي السابق من عام 1923 حتى عام 1991.
جمهورية أوكرانيا التي رأيناها منذ إنشائها تعاني من مشاكل وأحداث مستمرة، فضلاً عن وضعها الاقتصادي في حالة من التدهور والأزمات.
لها اهتمام من قبل الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أعضاء في المنظمة العسكرية للناتو. لكن مع كل هذه الأحداث والاهتمام، هناك مشاكل مع موسكو، خاصة بعد احتلال الجيش الروسي لمدينة القرم عام 2014 بحجة أن الانفصاليين في المنطقة أجروا استفتاءً وعودة للجمهورية الروسية.
وأدان المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، تلك العملية العسكرية للجيش الروسي, واصلت الدول الأمريكية والأوروبية التنديد من العمل الروسي، بعد احتلال شبه جزيرة القرم، قامت بعض المعارضين في أوكرانيا، تظاهرات مؤيدة للغزوالروسي لشبه جزيرة القرم وطالبت موسكو بضم مناطقها إلى روسيا الاتحادية، خاصة في مدينة دونباس ومناطق أخرى في شرقي البلاد.
قبل ذلك كانت هناك احتجاجات مستمرة من قبل المعارضة الأوكرانية بسبب الأوضاع الاقتصادية البائسة كانت ذلك عام 2013، المشكلة الحالية في أوكرانيا مختلفة تمامًا عن غيرها من القضايا، خاصة بعد طلب كييف للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضته موسكو خوفًا من اقتراب قوة عسكرية كبرى من غرب البلاد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد كييف في أكثر من مناسبة بألا تخطو أوكرانيا في هذه الخطوة التي تعتبرها روسيا تهديدا كبيرا لحدودها ، و قامت بتوزيع قوات الجيش الروسي على حدود جارتها أوكرانيا.
هذا العمل الروسي إدانتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. من جانبها، حشدت حكومة كييف التعبئة الرسمية وغير الرسمية لمواجهة أي حرب أو غزو من قبل الروس.
تذكر هذه الأحداث العالم بفترة الغزو العراقي للكويت في العقد الأخير من القرن الماضي، عندما حشدت حكومة بغداد في ذلك الوقت مئات الآلاف من قوتها العسكرية على حدود دولة الكويت ثم الغزو والاحتلال.
هذه تصرفات موسكو في أوكرانيا ، مما يجعل العالم ينتظر حدوث شيء ما. وهناك سؤال يجب أن يقال: هل ما يحدث في المنطقة وسيحدث لأوكرانيا كما حدث للكويت في أغسطس 1990 ، بحسب مراقبين سياسيين. إذا اندلعت الحرب أو احتلت أوكرانيا ان الولايات المتحدة الامريكية لم يقف مكتوفي الايدي ، فإن القارة الأوروبية ستغرق في حرب لا تعرف نهايتها كيف ستكون. العالم كله مشغول ببعض المشاكل ، لكن المشكلة الروسية والأوكرانية ستبقى من أكثر الأحداث إثارة للاهتمام في العالم ، لأن الجانب الرئيسي في الصراع هو روسيا ، العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.