هجرة الشباب الكوردي
أ. د. قاسم المندلاوي
الشباب هم أكبر ثروة بشرية فعالة في بناء وتطوير وتقدم ورقي المجتمعات شريطة الاستفادة القصوية منهم والاعتماد عليهم في تنفيذ البرامج والخطط الهادفة للدولة في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والعمرانية والتجارية والصناعية والزراعية والسياسية والعسكرية والأمنية وغيرها.
كوردستان وبالاحرى المجتمع الكوردستاني تجابه في يومنا مشكلة خطيرة وكبيرة تضاف الى مشاكلها الاخرى، الا وهي "هجرة الشباب" ولاسباب مختلفة وفي المقدمة: التهميش وعدم الاستفادة منهم في الاعمال والوظائف الحكومية والاهلية وتفضيل الايدي العاملة الاجنبية من دول شرق اسيا بنغلاديش والهند وتركيا وايران.. الخ، وتشغيلها في كوردستان بدلا منهم، وتدل هذه الظاهرة الغريبة وبوضوح غياب خطط مدروسة للاستفادة منهم في مجالات متنوعة وخاصة في المجال الزراعي والحيواني والصناعات اليدوية والخفيفة وفي السياحة وغيرها، ولا ننسى ظروف ومعاناة وعدم الاستقرار الامني ونمط الحياة في المجتمعات الكوردية بسبب قساوة وصعوبة حياتهم في ظل الدول المحتلة لارض كوردستان وفي المقدمة تركيا وايران وسوريا وحتى العراق.
ان ما ذكرناه اعلاه دفع بالشباب الكوردي الى ترك وطنهم والهجرة بحثا عن الامن والاستقرار وكسب الرزق، ومن الطبيعي لهذه الظاهرة المؤلمة تأثيرات كبيرة وخطيرة على المجتمعات الكوردية ولا سيما خسارة هذه الثروة البشرية من الطاقات الهائلة والفعالة من الشباب ، ولاجل تخفيف و ازالة هذه المشكلة نقدم بعض الافكار و المقترحات:
1 - ضرورة فتح أبواب التعيينات امام الشباب بعيدا عن العوامل والتأثيرات الحزبية والعلاقات الشخصية
2 - تشجيع إبداعات ومواهب ومهارات الشباب، فالشباب هم عماد النجاح وتقدم المجتمع، من هذا يجب الاستفادة القصوية منهم وفي المجالات المختلفة وخاصة في الزراعة و التربية الحيوانية والصناعات الخفيفة، نقترح توزيع قطع أراضي حكومية على الشباب للنهوض بالزراعة ومنتجاتها في كوردستان وضمن شروط تشجيعية، وفي مجال الصحة والتعليم والسياحة والفن والرياضة غيرها.
3 - غلق كافة الأبواب التي تؤدي الى الانحراف والفساد والتكاسل لدى الشباب خاصة الافكار السيئة والمضرة على القيم الإنسانية والحضارية
4 - الاستفادة القصوية من العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب والصحفين والفنانين وغيرهم في مختلف المجالات والأعمال في كوردستان.
كلمتنا الاخيرة لأصحاب ومراكز القرار في الدول العظمى غربا وشرقا احترام الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الكوردي الذي زاد نفوسه اكثر من 50 مليون نسمة في تقرير المصير لكي يعيش هذا الشعب المظلوم والمغدور ولاسيما طاقاته الشبابية على ارض اجداده "كوردستان" بحرية وأمان وسلام دائم .
