نوشيروان قبل يكتي نيشتمان
صلاح مندلاوي
شيعت السليمانية قبل ايام بطلا لم يفخر بنفسه ابدآ رغم انه قدم كل وجوده للحركة الكردية ولانه كره التحدث عن نفسه ولم يشجعنا عن الحديث في الشؤون الشخصية فلم نكتب لا عنه ولا عن غيره لفترة النضال السلبي ولانه صار في ذمة التاريخ فأنني استذكر بعض الحوادث التي خضناها من اجل شعبنا واليكم الحلقة الاولى .
دخل مع نوشيروان حمه صديق من السليمانية ايضآ عام 1963 كان حمه بيد واحدة وقد كان لاتحاد طلبة كردستان بيانآ ناريآ عن هجوم الجيش العراقي واستشهاد 79 ( ماموستا ) على يد صديق مصطفى ولان الكل كانوا مترددين في تعليق المنشور في لوحة اعلانات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعلى وجه السرعة قام حمه صديق بصمغ خلفية نسخة من البيان فالصقه باحدى الاعمدة الكونكريتية في الكلية والقت شلة بعثية القبض عليه متلبسآ فأخذ الى وزارة الدفاع دائرة الاستخبارات ووضع في صندوق للعتاد كالتابوت واستدعى ستة جنود ببساطيلهم يسحقونه في التابوت الى ان استشهد فالقي في دجلة وقد شهد الواقعة نوشيروان وعبد الرزاق فيلي وطيب محمد طيب برواري كي ينهاروا ويعترفوا .
فصار 18 تشرين واعتقل البعثيين ورجع الباقين حيث استشهد عبد الرحمن قرداغي هو الاخر الذي وضع رأسه في منكنة الى ان خرجت عيناه فقط يريدون منه ان يسب ملا مصطفى البرزاني .
وبدأت مرحلة القوميين واستمرت الدراسة لكن بعد ان جاءنا بعثيين مطرودين من كلية الشرطة والعسكرية ولما راونا كطلبة كرد ندموا وقالوا لقد قمنا باعمال بريدية .
نوشيروان وطيب في وكر بالنعيرية كيارة / بغداد الجديدة القي القبض عليهما وكان عام 1966 على ان يعرضوا على المحكمة العرفية برئاسة جار الله العلاف فذهبنا الى منذر الشاوي كونه شقيق هشام رئيس رابطة القوميين العرب نطلب ان يؤدوا الامتحانات النهائية هما وفي القسم المسائي حويز دزئي على ان يعودوا الى المحكمة بعد الامتحانات وفعلا كان منذر عند وعده واخرجهم بكفالة فما ان انتهينا من الامتحانات حتى فر كل واحد منا الى مدينته في السنة التالية تغيرت الامور ومجئ عبد الرحمن البزاز لرئاسة الحكومة وصدور بيان 29 حزيران 1966 .
ودخلنا في جبهة مع الحركة الاشتراكية العربية بزعامة عبد الاله نصراوي وشاكر علي محسن وكان معنا في الكلية صباح عداي مريوش وزارنا في الكلية كاك عمر ( دبابة ) وكمال محي الدين على ان نقيم احتفالية لمناسبة نوروز في 21 / 3 / 1967 وكنا نسمي نوشيروان ( جياب ) اسم وزير دفاع فيتنام وقائد الفيتكونغ وكان نوشيروان يخجل من ذلك الاسم فاقول اتتصور بأنك قليل قال لا انه يتحدى قوة مرعبة تدعى U.S.A وصارت حفلتنا لمناسبة نوروز برعاية عميد كلية الاقتصاد الاستاذ الدكتور محمد عزيز ( الذي اسرني بأنه كردي يسكن الاعظمية ) .
وصدحت حنجرة خالد دلير ( بشمركين ) على مسرح كلية الاقتصاد نوشيروان معه كراس فيه اشعار ممنوعة للجواهري فاعطاني اياها .
قلبي لكردستان يهدى والفم
ولقد يجود بأصغريه المعدم
هذا البيت الشعري لاازال ارتجف جراء التصفيق في القاعة حتى العميد الدكتور محمد عزيز والذي كان محافظآ للبنك المركزي العراقي وأخذ يقذف بمعطفه في الهواء اسوة بأحمد رامي الشاعر المصري ( شاعر ام كلثوم ) قال لي نوشيروان كانت دموعي تنزل وانا اتصور انك ستقتل جراء هذه الابيات الشعرية .
غير انها كانت ليلة خالد دلير ثم كملها طاهر توفيق باغنية شيرين بهارة ولما قلت كلمات الاستاذ ابراهيم احمد بقيت القاعة تصفق عشرة دقائق .
قال لي نوشيروان واخيرآ بدأنا مجددآ ولن يوقف مسيرتنا لانها صارت نهرآ فقد كنا غدرانآ متفرقة ها قد صرنا نهرآ لن يتوقف الى ان نبلغ امال كرد وكردستان .