من سيكسب المعركة القادمة ..؟
اثير الشرع
بالرغم من التحذيرات المستمرة لإنهيار الأوضاع على جميع الأصعدة في العراق لا سيما الأمنية، تواصل الكتل السياسية زحفها وإصرارها لتأجيج الأزمات وترهيب الشعب بكل مكوناته، عبر تنفيذ أجندات غير مدروسة أو عبر تنفيذ إملاءات خارجية؛ الجميع كشف أوراقه، ولم تعد هناك ملفات غير واضحة فالفترة المقبلة تعلم جميع الكتل السياسية بأنها مرحلة (أكون أو لا أكون) وبدأ الجميع فعلاً يلملم شتاته للعب الجماعي فالخسارة ستشمل الجميع في حال تم فقد السيطرة.
من الممكن تغيير الخطط وطريقة اللعب، لكن ليس بنفس اللاعبين؛ وهذه إستراتيجية ستتبعها معظم الكتل السياسية، بل بدأت فعلاً بتنفيذ هذه الإستراتيجية وإستقطاب (الجِياع والكفاءات الباحثين عن من يحتضنهم والمواهب المكبوتة التي تبحث عن وسيلة لبلوغ الغاية المجهولة !
موعد الإنتخابات المبكرة الذي تم تحديده في السادس من حزيران من العام المقبل، كان من خِيار الـ (يونامي) في حين إختارت بعض الكتل السياسية شهر نيسان أما رئيس الحكومة فكان يفضل شهر تشرين الأول موعداً للإنتخابات المبكرة، إلاّ أن الموعد الذي إختارته ممثلية الأمم المتحدة فرض نفسه وتم إقراره من قبل الحكومة.
القوى الإقليمية والدولية ستغير سياستها في المنطقة، فمن كان ينتهج الحرب الناعمة سيلعب دور البطل وسيسلك طريق الهيمنة والسيطرة على القرار السياسي، وهكذا سيتم تغير الأدوار حسبما تقتضيه المرحلة.
المرحلة القادمة ستكون مرحلة تصفيات خطيرة، ولا توجد خطوط حمراء، وربما سيدخل العراق وبعض دول الجوار حرباً بالوكالة، وستتغير موازين القوى الدولية ويقيناً ستشهد الدول التي ستمر بصراعات وأزمات إنقساماً وتغييراً ديموغرافياً وبعض هذه الدول ستتقسم الى كونفدراليات كما حصل في بعض دول أوربا الشرقية، وفي نهاية المطاف وبعد 5 سنوات من الآن، ستهدأ دول المنطقة ومنها العراق، وستنعم شعوب المنطقة بثرواتها بعد إن بدأت مرحلة التطبيع، والتنفيذ العملي لمعاهدة السلام (صفقة القرن)، لكن ستفتح جبهات أخرى وحروب أشبه بالعالمية، لإيقاف طموح بعض الدول مثل تركيا التي تطمح الى عودة الإمبراطورية العثمانية بعد إنتهاء معاهدة (لوزان) ونهاية المائة عام.
ستتأخر بعض الخطط عن التنفيذ بعد الإنتخابات الأمريكية في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل فلو فاز جو بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق ستطرأ بعض التغييرات الطفيفة على الخطة المرسومة، وإذا فاز ترامب بالولاية الثانية وهذا السيناريو الأرجح، ستكتمل جميع المخططات التي بدأت فعلاً، وننتظر من سيكون الرئيس الـ (46) للولايات المتحدة الذي سيحدد مصير الشرق الأوسط وشرق المتوسط.