معاناة اللاجئين والنازحين
د.رائد الهاشمي
(معاناة اللاجئين والنازحين) أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد حياة واستقرار الملايين من البشر في مختلف أرجاء العالم حيث وصلت أعداد اللاجئين بموجب احصائيات أممية ودولية تتجاوز (71) واحد وسبعون مليون انسان وهذا الرقم مخيف وهو قابل للزيادة, ويجب أن يكون هذا الرقم مقلق لجميع حكومات العالم ولجميع المنظمات الأممية والدولية ولكل انسان يحمل ذرة من الإنسانية لأنه يعني ان هذا الكمّ الهائل من البشر والذي يحوي الشيوخ والنساء والأطفال والشباب يعانون من أسوأ الظروف الإنسانية ويعني أنهم تركوا مدنهم وبيوتهم مضطرين بسبب الحروب والإرهاب والقتل والدمار ويعيشون في ظروف بائسة ويعانون من الحرمان من أبسط المتطلبات الإنسانية التي كفلتها لهم جميع القوانين والأعراف الدولية حيث اضطرتهم ظروف النزوح والهجرة للعيش في خيم بسيطة لاتقيهم من الحر والبرد إضافة الى النقص الكبير في الطعام والشراب والمستلزمات الصحية ومعظمهم بلا عمل ولا مورد رزق ويعيشون على المعونات الإنسانية البسيطة ومعظم الأطفال تركوا مقاعد الدراسة وحرموا من ابسط مقومات الطفولة ويعيشون أوضاع ماساوية.
ان انتشار جائحة كوفيد 19 في جميع دول العالم قد زادت أوضاع النازحين واللاجئين سوءً لذا نرفع اصواتنا بشدة ونطالب جميع الحكومات بأن تعي خطورة الوضع لهذه الشريحة الكبيرة من الناس وأن تعي دورها الحقيقي المطلوب في اتخاذ الإجراءات الحقيقية لانهاء معاناتهم والتقليل من اعداد المهجرين والنازحين في العالم ومن خلال اتخاذ الخطوات التالية:
العمل على اللجوء الى حل كافة النزاعات بين الدول بطرق سلمية والعمل على نزع فتيل الحروب التي أدت الى ارتفاع أعداد المهجرين والنازحين وكانت سبباً في معاناتهم.
العمل والتعاون المشترك بجد لمحاربة الإرهاب بكل الوسائل المتاحة والعمل على تجفيف منابعه لأن الإرهاب يعد من الأسباب الرئيسية في تهجير الملايين من البشر في مختلف دول العالم.
العمل على احترام والالتزام الكامل بكافة القوانين والمواثيق الصادرة من الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والتي تخص مراعاة أوضاع النازحين والمهجرين والعمل على توفير كافة الاحتياجات الإنسانية والتقليل من معاناتهم.
العمل بجدية على إعادة أعمار المناطق المتضررة من آثار الحروب والإرهاب وإعادة كافة البنى التحتية لها لغرض التسريع بإعادة النازحين والمهجرين الى مناطقهم.
توفير المتطلبات الأساسية في معسكرات النازحين من الطعام والماء الصالح للشرب والخدمات الصحية والتجهيزات والملابس الأساسية.
فتح المدارس في المعسكرات بكافة مراحلها أو متابعة وتسهيل انخراط الطلبة والأطفال في المدارس القريبة للمحافظة على مستوياتهم العلمية.
توفير منح مالية للنازحين والمهجرين تعينهم على سد احتياجاتهم الضرورية وهذا يكون اما بشكل مباشر من الحكومة أو بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية.
تسهيل عمل المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية التي تعمل على تقديم يد العون لسكنة معسكرات النازحين والمهجرين وعدم وضع العراقيل والروتين أمامهم.
تقديم التسهيلات اللازمة لكافة وسائل الاعلام في زيارة المعسكرات ونقل معاناة سكانها وايصالها الى الرأي العام الدولي والمحلي.
أخيراً وليس آخراً نحتاج منا جميعاً الى وقفة إنسانية حقيقية وجادة للتعاون على مد يد العون لكل من حكمت عليه ظروف الحروب والإرهاب والنزاعات أن يترك بيته ومنطقته ويعيش معاناة النازحين ونحاول أن نقلل من هذه المعاناة باي وسيلة متاحة وخاصة اننا جميعاً معرضين وفي أي وقت أن نكن مثلهم وبنفس ظروفهم.