مظفر الثورة وجريدة النور (روناكي)

مظفر الثورة وجريدة النور (روناكي)

صلاح مندلاوي

2022-05-24T14:22:56+00:00

سنة 1968 كانت لنا جريدة النور (روناكي) فكانت تطبع في مطبعة الزمان للحاج نعمان ثابت وهي مطبعة قديمة تطبع على طريقة الطاحونة أي أنها مصممة على طبع الصحف العراقية القديمة ولم نكن نشعر بهذا إلا حين طبعنا قصيدة الريل وحمد للشاعر مظفر النواب حيث جاء الى العراق بعد أن صدر العفو الرسمي عنه إذ كان مسجون في نكرة السلمان لخمس سنوات من قبل عادة كانت الطباعة لجريدة النور تنتهي في الساعة الثانية عشر ظهرا ولان القصيدة طبعت على الصفحة الثالثة واحراج الإدارة لطباعة جريدة اليوم التالي حيث استمرت المطبعة بالاشتغال بعد الساعة الثانية عشر ظهرا طلبنا الطبع فقط للصفحة الداخلية التي تضمنت القصيدة لقد وصلت الطباعة الى أرقام قياسية وكان اليسار العراقي يتنفس من خلال جريدة النور وكان مظفر فرحا مستبشرا وهو يقول لقد صارت ( النور ) أملآ لم اكن اتصور في هذا الكردوس الرائع من اليسار الذي ما وجد متنفسا الا من خلال الكرد.

فصارت شعلة وهاجة لنشر الثقافة الرصينة بحيث ان وزير الاعلام د. عبد الله سلوم السامرائي قال لمام جلال كتب لي البعض من رؤساء تحرير الصحف الأخرى مثل الثورة والجمهورية اما ان تصعدونا الى مستوى جريدة النور او تنزلون جريدة النور لمستوانا فقلت ان اصعدكم لمستوى النور فما بقي شئ لم نقدمه لكم اما ان تنزل النور لمستواكم هذا ما لن يتم إلا بغلق النور وفعلآ كان لهم ذلك بحيث حولونا شذر مذر واختاروا البعض للعمل في جرائد اخرى.

وعدنا مرة اخرى مع زحف الشارع بجريدة الاتحاد وتصدر الموقف بعد ان صار لنا مطبعة أوفست.

ثم عدنا الى متابعة مظفر النواب هذا الرجل الذي تعب القلم ولم يتعب إلى أن توفاه الله.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon