متى تنتهي مأساة المفقودين؟
القاضي عبدالستار رمضان
من حق المفقودين أوأيّاً كانت التسمية التي تُطلق عليهم (مُغيبين، مُختطفين، موقوفين، مسجونين، مُحتجزين، ضائعين،مغضوب عليهم او ضالين مُظلين) من حقهم علينا ومن حق عوائلهم واقاربهم ومُحبيهم، بل ومن حق الانسانية التي تجمعنا قبل كل انتماء او ارتباط او عنوان يتحدد بانتماء قومي او ديني او طائفي او حتى انتساب لوطن او جنسية، ان نكتب ونرفع الصوت عالياً ليس من اجل الذين فقدوا فقط، بل من اجلنا نحن الباقون، من اجل مستقبل اولادنا ومجتمعنا الذي نود ان لا تتكرر فيه مثل تلك الحوادث والمآسي.
من الحق الذي هو اسم من اسماء الله الحسنى، والذي تدعو وتؤكد عليه كل الشرائع والاديان والمعتقدات السماوية والارضية ان نكتب ونردد وننقل معاناة هؤلاء الناس الذي لم يعد احداً يذكرهم سوا بالارقام والتي قد تزيد او تنقص تبعاً لوجدان وضمير الناقل للخبروالمنقول عنه وما بينهما من ظروف واحوال.
منظمة العفو الدولية
ولا يوجد افظع واقسى مما نشرته منظمة العفو الدولية(آمنستي) وهي منظمة غير حكومية في تقريرها الاخير الصادريوم 3حزيران2021 والذي نقلته وسائل الاعلام لكننا ننقله من المصدرالرئيسي على الرابط: https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2021/06/iraq-reveal-whereabouts-of-643-men-and-boys-disappeared-five-years-ago/
حيث يحمل التقرير عنوان (العراق: أفصحوا عن مكان وجود 643 رجلاً وصبياً اختفوا منذ خمس سنوات) بمناسبة حلول الذكرى الخامسة للاختفاء القسري لما لا يقل عن 643 من الرجال والصبيان العراقيين على أيدي ميليشيات .... خلال العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة من أيدي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.
منذ خمس سنوات تعيش عائلات هؤلاء الرجال والصبيان في عذاب، ولا تعرف مصير أحبائها، أو ما إذا كانوا حتى على قيد الحياة. فقد انُتزع الصبيان الصغار من أحضان أبائهم وأمهاتهم، وتمزق شمل أسر بأكملها. ومن حق هذه العائلات أن تعرف ما حدث لأحبائها. فمن حقها أن ترى نهاية لمعاناتها، وحتى الآن لم تصرح السلطات العراقية علناً قط عن نتيجة التحقيق في حالات الاختفاء والانتهاكات التي ارتكبت أثناء عملية استعادة الفلوجة، تاركة الأسر في حالة مستديمة من عدم اليقين.
ويجب على السلطات العراقية وضع حد لهذا العذاب، والكشف عن مصير وأماكن وجود أولئك الذين اختفوا قسرياً على أيدي....كما نحث السلطات على الإفصاح علناً عن نتائج تحقيقاتها الرسمية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
شهود عيان
ففي صباح الثالث من يونيو حزيران 2016، استقبلت مجموعة من الرجال المسلحين بالرشاشات والبنادق الهجومية، آلاف الرجال والنساء والأطفال الفارين من منطقة الصقلاوية في محافظة الأنبار، وقد تعرف الشهود على المسلحين على أنهم أعضاء في....بناءً على الشعارات الموجودة على بزاتهم الرسمية وأعلامهم. واقتاد المسلحون ما يقدر بنحو 1300 رجل وصبي، ممن يعتبرون في سن القتال، بعيداً عن عائلاتهم. وعند غروب الشمس، صعد ما لا يقل عن 643 رجلاً وصبياً إلى حافلات وشاحنة كبيرة. ولا يزال مصيرهم مجهولاً. واقتيد الرجال الباقون إلى ما وصفه الناجون بـ"المنزل الأصفر"، حيث أفادوا بأنهم قد تعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة.
وفي 5 يونيوحزيران 2016، شكل مكتب رئيس الوزراء آنذاك، حيدر العبادي، لجنة للتحقيق في حالات الاختفاء والانتهاكات المرتكبة في سياق العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة. ولم يتم الإعلان عن النتائج التي توصلت إليها اللجنة، ولم ترد السلطات العراقية على طلب منظمة العفو الدولية للحصول على معلومات في ذاك الوقت، وتتألف...من ميليشيات كبيرة ومتمكنة وتعد من الناحية القانونية جزءاً من القوات المسلحة العراقية.