مات سليماني.. من سيحمي "أعراض" العراقيين؟
احمد حسين
تصريح استفزازي ومهين وغير مسؤول من قبل مسؤول أمني في الدولة العراقية "الشهيد سليماني انتفض لنصرة العراقيين وحماية أعراضهم من رجس الدواعش وكان ابرز الحاضرين في خطة فك الحصار عن آمرلي"، حقيقة أمر مخجل وطعن برجولتنا كعراقيين أن يحمينا نحن وأمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا قريباتنا وصديقاتنا وزميلاتنا وجاراتنا ومعارفنا، رجل "واحد" وغير عراقي، وكأننا قطيع دجاج كنّا نرتعد رعباً وننتظر عاجزين سكين الدواعش لتذبحنا على دكة الطائفية والأجندات الخارجية.
أتحدث عن نفسي وعن انفعالاتي اليوم وأثناء إلقاء معاون رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي ياسر حسين العيساوي، كلمته خلال المهرجان التأبيني لإحياء ذكرى مقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني الفريق قاسم سليماني الذي أقيم في محافظة المثنى، كنت أتمنى أن أكون حاضراً لألطم هذا الشخص على فمه بـ(.......).
المصيبة أن هذا "القيادي" في الحشد الشعبي تجاهل دور نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس ونسب الفضل كله لسليماني، لا أبخس حق أي أحد شارك في القتال ضد داعش لكنني أنقم وبشدة على كل من يحاول، أو يحاول أن يفكر بالاستهانة بأنهار الدماء العراقية التي سالت وما زالت من أجل القضاء على الإرهاب والخارجين على القانون وعصابات الجريمة المنظمة، يثير حنقي وغضبي الهستيري تجاهل دور المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني صاحب الفتوى التاريخية، و"اختلاس" رصيده العظيم ليضعه شخص ما في جيب شخص آخر لم يكن له دور يتميز عن غيره من القيادات العسكرية والأمنية والاستخبارية والمخابراتية العراقية، بل من المؤكد أن دوره هو دون ما أنجزته القيادات العراقية بكل مسمياتها العسكرية والأمنية.
هذا الشخص لم يتجاهل فقط دور أبو مهدي المهندس، بل أبخس أيضاً دور هادي العامري، نقلاً عن طيار في طيران الجيش العراقي شارك في معركة تحرير آمرلي وسليمان بيك، حيث قال إن حسن هادي العامري كان في مقدمة قوة الجيش التي فكت الحصار عن آمرلي واقتحمت سليمان بيك.
هذا الشخص يغمض عينيه عن الاستبسال البطولي لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي ودوره في تحطيم دفاعات داعش داخل المدن التي كان يتحصن بها.
هذا الشخص يصّم أذنيه عن أزيز الرصاصات القاتلة لقوات سوات العراقية التي اصطادت عناصر تنظيم داعش خارج المدن وداخلها.
هذا الشخص يغلق أنفه عن دخان قذائف الفرقة المدرعة التاسعة التي دكت تحصينات الدواعش.
هذا الشخص يزّم شفتيه عن الإشادة ببطولات الجيش العراقي في دحر التنظيمات الإرهابية.
هذا الشخص يمحو ما سطرته قوات الشرطة الاتحادية ودورها في إسناد باقي القوات العسكرية والأمنية في عمليات تحرير المدن من داعش.
هذا الشخص لم ينتصر حتى لمقالتيّ المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها وهي الحشد الشعبي وما سطروه من بطولات.
هذا الشخص أغفل تضحيات قوات البيشمركة التي لعبت دوراً لا يستهان به -بغض النظر عن آرائنا السياسية- وتمكنت من حماية حدودها الجغرافية إلى جانب عملياتها المستمرة إلى جانب القوات الاتحادية.
هذا الشخص يخرس عن الدور المتميز لجهاز المخابرات العراقي الذي لم يكتفي بمطاردة الدواعش داخل العراق بل لاحقهم حتى خارج الحدود.
هذا الشخص أصّم عن الاختراقات المذهلة للاستخبارات العسكرية العراقية التي اصطادت قيادات بارزة في التنظيمات الإرهابية.
هذا الشخص عقد لسانه عن ما حققته خلية الصقور الباسلة وقصص أبطالها في التغلغل داخل تنظيم داعش والوصول إلى قيادات متنفذة ومنعها لعمليات إرهابية وانتحارية لا تُحصى ولا تُعد.
هذا الشخص أعمى عن الجهود الجبارة لاستخبارات وزارة الداخلية وما حققته من تقدم كبير في إجهاض المخططات في جبهات مكافحة الإرهاب، وعصابات الجريمة المنظمة، وشبكات تجارة المخدرات والإتجار بالبشر، والخطف، والتسليب، والسرقة، والابتزاز.
هذا الشخص تجاهل العراق بكل جغرافيته وتاريخه وأديانه ومذاهبه وقومياته وأعراقه، وبالتالي أنا أسأله الآن سليماني توفي فمن سيحمي أعراضنا في حال عاد داعش من جديد، من سيحمي سامراء والكاظمية وكربلاء والنجف، هل نستحضر روح سليماني لكي تقود قواتنا وحمايتنا؟!.
ختاماً أرى أن المكان الحقيقي لهذا الشخص ليس في هيئة الحشد الشعبي ولا في أي مكان آخر غير سلة خزي التاريخ.