مؤتمر الكويت والمسألة الزنبورية
مؤيد عبد الستار
وقف أشعب على امرأة تعمل طبق خوص فقال: لتكبريه ، فقالت: لم؟ أتريد أن تشتريه؟
قال: لا، ولكن عسى أن يشتريه إنسان فيهدي إلي فيه ، فيكون كبيراً خير من أن يكون صغيراً.
هذه الفكرة التي عرفت بالاشعبية التي تحاول الحصول على اكبر قدر من الفوائد ولا تترك الفرص و الاستفادة منها حتى وان كانت نادرة الوقوع نستطيع تسميتها بالمعادلة الاشعبية على غرار المعادلات الرياضية التي اشتهرت باسماء اصحابها مثل معادلة انشتاين النسبية او معادلة فيثاغورس في الوزن النوعي وغير ذلك .
ولا غرابة لاننا في بلاد الرافدين لدينا من يخترع المعادلات التي لا تقل اهمية عن غيرها في العالم وعلى الاخص المعادلات التي عرفت بالكونفوشيوسية في الدبلوماسية او الموفقية في الامن القومي ، او الصولاغية في جمع الوزارات او الفنجانية في اكتشاف المطارات الفضائية ، ولماذا العجب من هذه المعادلات اذا كانت لدينا قضايا تاريخية تثبت اننا من ابرع الناس في اختراع المعادلات والمسائل الجدلية مثل المسألة الزنبورية التي اشتهرت في المناظرة التي جرت بين سيبويه والكسائي وخلاصتها ان الكسائي سأل سيبويه كيف تقول : كنت اظن ان العقرب اشد لسعة من الزنبور ، فاذا هو هي ، او فاذا هو اياها ؟
وهي مسألة يحكى انها وقعت قبل الف عام او اكثر وما زلنا نرددها في مدارسنا وكتبنا فكيف لا تريدنا ان لا نخترع ما يشبهها من مسائل ومعادلات عويصة لا يستطيع حتى انشتاين او فيثاغورس طرح معادلات على غرارها ، فما قيمة النظرية النسبية تجاه المسألة الزنبورية التي اطاحت باكبر عالم نحوي من وزن سيبويه بحيلة ماكرة .
ثم لماذا الغوص في التاريخ البعيد ولدينا في حاضرنا ما يكفي من المعادلات التي اكتشفها رواد البلاد في السرقة والنهب ، واصبحوا يعرفون بعلي بابا العراق الحديث ، واستطاعوا ابتلاع الف مليار دولار في عشر سنوات فقط ، وهم يستطيعون الان تاليف كتاب يعلموننا فيه كيفية سرقة مليار دولار في عشرة ايام .
يقال والعهدة على الراوي ان اصحاب هذه النظرية شدوا الرحال الى مؤتمر الكويت وطبقوا نظريتهم على الوفود التي حضرت المؤتمر ، فاستطاعوا اقتناص ملايين الدولارات في ثلاثة ايام ، وحمدت الكويت الله وشكرته ان المؤتمر لم يستمر لمدة عشرة ايام والا لكانت ميزانية الكويت لا تكفي الحضور الكبير لخبراء شفط الدولار من ميزانية البلدان الغافلة .