لماذا اربيل ؟

في منتصف ليلة الأربعاء الماضي سقط أكثر من صاروخ على بعض مواقع واحياء مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان، حسب المصادر العسكرية ذات الصلة أن الصواريخ التي سقطت في المنطقة جديدة الصنع وجديدة النوعية غير تلك انواع التي تسقط في بغداد وباقي اماكن في العراق و غيرها من المحافظات.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في اقليم كوردستان في بيان، إن ستة صواريخ أطلقت من أطراف قرية شيخ أمير التابعة لمحافظة نينوى من قبل الحشد الشعبي واستهدفت قاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي حيث يتمركز جنود أمريكيون، كذلك توجد في تلك المنطقة بعض مقرات تابعة لحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني، في تلك السياق أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم كوردستان أنّ الصواريخ أطلقت من على متن شاحنة صغيرة من مكان يقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي، كذلك ندد رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور البارزاني بالهجوم الصاروخي على أربيل ودعا رئيس وزراء العراق إلى محاسبة الجناة.

بين حين واخر  تتكرر الهجمات الصاروخية على السفارة الامريكية في الآونة الأخيرة سواء من جماعات الموالية لإيران أو من العراقكما ذهب البعض مصادر أكدت أن القصف الأخير الذي تعرضت له العاصمة اقليم جاء من الأراضي تابعة لحشد الشعبي او في سهل نينوى ، رغم من إعلان جماعة الحشد من عدم مسؤوليتها عن تلك الهجمات الارهابية.

هناك سؤال جوهري لماذا قصف اربيل خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة من أحداث دراماتيكية بين حرب والسلام ، الحرب بين الفصائل المسلحة في اليمن و لبنان والعراق وسوريا ، من جهة اخرى السلام الاسرائيلي العربي  تحديدا الخليجي ، هل هناك صدفة ام انتقامًا لتلك الصدامات، ويأتي هذا القصف بعد تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي الحكومة العراقية من أن بلاده ستغلق سفارتها لدى بغداد إذا لم تتوقف الهجمات عليها، وخصوصاً الصاروخية منها، وستسحب الآلاف من قواتها العسكرية ودبلوماسية في بغداد .. إن السؤال الواقعي لقصف مدينة اربيل ان المدينة منذ تكوينها من مدن آمنة ليس في المنطقة انما في العالم لكونها ذات طابع تاريخي واجتماعي وسياسي واستراتيجي بحت، من هذا المنطق الحيوي والحساس قامت الولايات المتحدة الاميركية باهتمام خاص لأربيل و جلب قواتها لتلك المدينة الآمنة في وقت تعيش معظم مدن العراقية  الأخرى من وضع متردي امنيا وعسكريا خاصة بغداد العاصمة من خلال قصف متواصل على مصالحها الحيوية والمعنوية.

مدينة اربيل من مدن المهمة ووفق تقرير نشره موقع The Daily meal الأمريكي قبل سنوات، فقد جاءت أربيل عاصمة إقليم كوردستان، في الترتيب الخامس بين أكثر مدن العالم أمناً، متقدمة على الكثير من العواصم والمدن الأوروبية والآسيوية الكبيرة ومشهورة ، ولم ننسى أن المدينة إحدى أقدم المدن في العالم، وهي مدينة متنوعة الديانات والأعراق المختلفة ذات طابع تاريخي وجغرافي مهم وفيها عدد ليس بقليل من القنصليات و الممثليات العالمية السياسية والثقافية ومقرات المجتمع المدني و حقوق الإنسان. هذا وشهدت في السنوات العشرين الماضية اربيل العاصمة أعمارًا مزدهرة بفضل اهتمام خاص من قبل حكومة كوردستان خاصة في نواحي الخدمية و معمارية وتبليط الشوارع واهتمام بالاسواق و مولات العامة .