كردية رئيسة للبرلمان العراقي
مامن شك في أن المرحلة المقبلة في البلاد ستشهد تغييرات كبيرة قد لاتمس جوهر ماقامت عليه العملية السياسية، لكنها ستضغط بشدة نحو قرارات ومواقف صادمة بعد سنوات من التحول والمعاناة، وعدم الجدية في تحقيق الوعود للمواطنين المتذمرين من ضعف الأداء، وعدم توفر الخدمات، وغياب أفق الحل للأزمات المستمرة خاصة وإن الجميع على مايبدو لم يتمكنوا من أداء المسؤولية الملقاة على عاتقهم بشكل ملائم.
إمكانية قلب المعادلة لصالح تغييرات في توزيع المناصب السيادية التي نتجت عن المحاصصة الطائفية والعرقية أصبحت كبيرة، وليس مستبعدا أن يتم إسناد منصب رئيس الجمهورية الى السنة بدلا من رئاسة البرلمان التي قد تذهب الى إمرأة كردية حيث لايحتفظ الكورد برغبة مماثلة لنظرائهم العرب الذين يفضلون الرجال لتولي المناصب العليا الأمر الذي قد يدفع الى تعيين إحدى نواب البرلمان الحالي عن الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني (آلا طالباني) رئيسا للبرلمان المقبل، وهي واحدة من أكثر السياسيين الكرد إنفتاحا على العرب والقوى الفاعلة في بغداد بالرغم من تشددها في القضايا التي تتعلق بحقوق الكرد، وهي أيضا تحظى بدعم لافت من قوى شيعية في التحالف الوطني.
إن سعي القوى الكردية لرئاسة البرلمان ناتج عن عدم رضا على منصب رئيس الجمهورية الذي يمثل رمزية لكنها غير مؤثرة في العملية السياسية، وهم بحاجة الى تمرير العديد من القوانين التي تخدم قضيتهم مايدفعهم أكثر الى المطالبة بمنصب رئاسة البرلمان ليتسنى لهم التحكم بطرق تشريع القوانين.
خلال السنوات الماضية وبرغم تحكم الكرد في شؤونهم في إقليم كردستان لكنهم كانوا يواجهون صعوبة في التعامل مع بغداد خاصة على القضايا الخلافية، وربما سيكون من شأن رئاسة البرلمان أن تحقق لهم السيادة المضافة في العاصمة مع الإقرار بصعوبة ذلك وهم يطالبون بالإنفصال عن بغداد.