كردستان تظهر ستراتيجيا"
صلاح مندلاوي
احتفظ الكرد بمقوماتهم الانسانية بالرغم من تواجدهم الجغرافي في منطقة التخوم بين بلاد فارس وبلاد الاناظول وبلاد الجزيرة العربية تمثل فيهم عيبين اساسيين هو الاخلاص والصدق فقد سمعت يوما" معلقا" اذاعيا" بالفارسية يقول حين عرف ان المتحدث كردي يعني انت كما نقول (صاف و صادق) وهكذا ابو عبيدة الجراح الذي رفض العودة الى الجزيرة العربية قائلا" انا اعيش في ارض مواصفاتها كمواصفات الجنة (جنات تجري من تحتها الانهار) وقبره في شارةزور في السليمانية اتخذ مزارا" وصار يدعى(عبابيلي) واحفاد موسى الكاظم هما(عيسى وموسى) والاخير خلف ابننا" يدعى اسحاق وهو الجد السادس عشر لملك كردستان الشيخ محمود الحفيد الذي حاول بناء مملكة كردستان بعد الحرب العالمية الاولى اسوة بالجزء الجنوبي من العراق المتمثل في ولايةتي بغداد والبصرة في حين كانت كردستان العراق تسمى ولاية الموصل فحسب الاستفتاء الذي جرى في 1932 باشراف لجنة (كنغ كرين) التابعة لعصبة الامم قبل الامم المتحدة فاقر المواطنين المشتركين في الاستفتاء اما اعلان مملكة كردستان او البقاء مع الدولة العثمانية والتي صارت تسمى تركيا لان الترك ادرى من العرب بشؤون الحكم التي تركها العرب منذ 700 سنة اي ان مواطنوا السليمانية واربيل ودهوك ارادوا الانتساب الى تركيا في حين ان تركمان كركوك ارادوا عكس ذلك وهو الالتحاق بالعرب بدل تركيا وتذكر ذلك المسز بيل المستشارة السياسية للسفارة البريطانية كرد و عرب وترك وشاءت الاقدار ان تحوي كردستان البترول بكميات تجارية وحرمت الاجزاء الملحقة بالقوميتين الفارسية والتركية وتوج ذلك اخيرا" في القرن الواحد والعشرين بقدرة الكرد في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ولا تزال بعض دول المنطقة تتطرق الى ذلك فصارت اللعبة مكشوفة فالمقاتلين الكرد اذا لم ينالوا اهدافهم فسيلتقون بداعش او فكرة داعش وفي الاماكن الجبلية العاصية سواء بعلم دول المنطقة او باشراف الدول العظمى الان امام داعش طريقان الموت و الابادة او البحث عن مخرج والذين لا يريدون التنظيمات المقاتلة الكردية حتما" ستفظي ستراتيجيتهم الى التقاء طرفي التناقض على قاعدة نقض النقيض negation of negation عليه ولكي لا يظن البعض اننا قوم من الرعاع عليهم ان يدركوا بأن الوقائع ستفضي الى نتائج افضع مما يتصورون فالكرد صاروا احد بيادق اللعبة وفي الشرق الاوسط احتمالات بروز كيانات سياسة واردة فلا تبخسوا بالامال الكردية وتتصوروا الحاقهم بكيانات قديمة اذن نحن في الواجهة وعلى الاخرين الاقرار بان للكرد راي والافضل لهم الاستفادة من علاقة كونهم لا يريدون الشر بأحد وعلى الاخرين ان لا يتمادوا في محو الاستراتيجية الكردية التي لم تنطفىء اوار شعلتها منذ اكثر من قرن ونصف اذا لم يكن اكثر .