قنابل الخزي!
جاسم الحلفي
تاريخ مرير وطويل مر من القمع والارهاب الذي تعرض اليه الحزب الشيوعي العراقي، لكنه بقي منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، صامدا متصدياً لتعسف الانظمة المستبدة التي ناصبت الحزب العداء بسبب وقوفه بصدق وعزم من اجل مصالح العراقيين، فكيف تحيِّد الحزب عن طريقه قنبلتان القيتا على مقره في الديوانية، رمتهما يدٌ راجفة لم تجرؤ الاعلان عن هويتها؟!
لا هاتان القنبلتان ولا غيرهما، ستثني الشيوعيين عن مواصلة نهجهم في المطالبة بالإصلاح والدعوة إلى محاربة الفساد وملاحقة الفاسدين وفضحهم، ولا كل مساعي التضييق السياسي الذي تنتهجه قوى طائفية، ترى في مواقف الحزب ومشاركته في الحراك الجماهيري تهديدا لمصالحها الضيقة
لن تؤثر كل الممارسات التي يراد منها ايقاف نشاط الشيوعيين؛ ذلك النشاط ، الذي تتصاعد وتيرته يوما بعد آخر، متخذاً أبعادا وطنية ومطلبية، حدد مسارها مشروع التغيير الذي تبناه الحزب في مؤتمره الوطني العاشر.. التغيير السلمي الديمقراطي.
فرؤيتنا لإصلاح النظام وتخليصه من عيوبه، واستبدال نهج المحاصصة بنهج المواطنة، يبتدئ من مكافحة الارهاب والخلاص من شروره، ووضع حد لكل من يستخدم العنف ضد اية مؤسسة، رسمية كانت او مدنية او سياسية او شخصية. وهذا يتطلب، كما أشرت جريمة الاعتداء الجبان على مقر الحزب في الديوانية، الى اهمية حصر السلاح بيد الدولة، وعدم إبقائه منتشراً بيد العصابات المستهترة بأمن الوطن وبحياة الناس وممتلكاتهم.
أن هاتين القنبلتين، اللتين القتهما ايد ضالة، لا تضيف لنا اي جديد، في أن للفساد مليشيات منفلتة، مستعدة وبدموية لحماية رموزه، بعد ان نهبوا اموال البلد، وسلموا مقدراته الى العبثيين. إذ سبق وان تكشف خزيهم حينما نهبوا اموال العراق، وتركوا شعبه أسير الحاجة والعوز والفقر ونقص الخدمات، والآن يلاحقهم عار تسليم ثلث مساحة أراضي العراق للإرهاب الداعشي.
هذا الاعتداء الآثم، اكد لنا اننا نمضي بوجوه مكشوفة، وتحت الضوء رافعين مطالب الشعب بعزم وقوة وصدق، بينما القتلة والفاسدون يقترفون جرائمهم في الظلام، كما هي أساليب قوى الارهاب.
وأكد لنا أيضاً، بما لا يقبل الشك، أن حراكنا الاحتجاجي بات يهدد الفاسدين والسراق، وان نهجنا في التصدي للفساد هو النهج الذي سيرسم مستقبل العراق، الذي لا مكان فيه لورثة الدكتاتورية والتسلط والتخريب.