قمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!
جاسم الحلفي
اعتاد النظام الرسمي العربي اللجوء الى الحلول الفاشلة لمواجهة الاوضاع الجديدة. ويبدو ان الدرس المهم والكبير، الذي اعطته الشعوب العربية وهي تخرج في عام 2011 وما تلاه، رافضة طريقة الانظمة العربية في الحكم، بقي عصيا على فهم الحكام ولم يستوعبوه. وكان ملخصه ان الازمة التي تعاني منها بلداننا، هي ازمة حكم متعددة الابعاد، يعيش المواطن فيها وهو يشعر ان لا رابط له مع الحاكم، قانونيا او انسانيا، سوى الطاعة والرضوخ امام هراوة القمع.
هناك اما ازمة مواطنة، او ازمة عيش كريم، او كلاهما معا. فقد فشلت الانظمة العربية بشكل عام في بناء نفسها معتمدة مبدأ المواطنة. على العكس، جعلت من المواطنين اتباعا او رعايا، بلا حقوق او حريات سوى تلك التي يمنحها لهم الحاكم كهبة يمن بها عليهم. اما في جانب العيش الكريم فان الكرامة الانسانية قد اهدرت، حيث يعيش المواطنون في اوضاع معيشية وصحية وتعليمية سيئة للغاية. فيما تغيب العدالة الاجتماعية تماما، وتتسع الهوة بين اغنياء حتى التخمة وفقراء معوزين حد الفاقة.
هذا الوضع جعل الانظمة لا تستطيع المواصلة بالطرق القديمة، فيما الشعب من جهته لا يقبل البقاء قابعا تحت حكم مأزوم، لم يتوفرعلى مجال للمشاركة في صنعه وادارته. فالانظمة المأزومة التي لا تزال خارج التاريخ ولم تستوعب دروس الحاضر، عاجزة عن ايجاد حلول مقنعة وواقعية لمشاكل بلدانها. بل هي غير قادرة على انتاج حلول كهذه.
وبالنظر الى ما تقدم لم تعلق شعوبنا آمالا على اجتماع القمة العربية الثامنة والعشرين، الذي انعقد يوم 29 آذار2017 في البحر الميت في الأردن، وشاركت فيه الدول الاثنتان والعشرون الأعضاء في الجامعة العربية، باستثناء سوريا التي علقت الجامعة عضويتها منذ 2011. وكان مقرراً أن تعقد هذه القمة في اليمن، لكن هذه قدمت اعتذارها نظراً للأوضاع الميدانية والسياسية فيها، فآلت رئاسة القمة العربية إلى الأردن، وفقاً للترتيب الهجائي للدول الأعضاء بالجامعة. علما ان هذه كانت القمة الرابعة التي تستضيفها الأردن، بعد القمم في أعوام 1980، 1987 و2001.
لقد اثارت هذه القمة سخط الشعوب وسخريتها، وقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعدد من رؤساء الوفود وهم يغطون في النوم اثناء جلساتها.
فاي حل يمكن للشعوب ان تنتظره من حكام نيام؟