قرية (بلكانه) رمز الصمود والتحدي
يونس حمد
التعريب قضية تاريخية بين حكومة كوردستان والعراق، في مطلع الستينيات من القرن الماضي، فرضت الحكومة العراقية عقوبات قاسية على قرى وارياف كردستان والمدنيين العزل، خاصة في مناطق كركوك وما حولها، حيث قامت في البداية بترحيل العائلات الكردية وجلب العائلات العربية من الجنوب العراق لتلك المناطق ،اذا نرجع لتاريخ نرى بان التعريب قد زاد ذروتها في اواخر ستينيات من القرن الماضي عندما استولت البعث على السلطة في العراق، وكانت كركوك رمز التعريب و لها حصة الأسد من التعريب القسري، حيث امر البعث بتدمير القرى بحجج وهمية وغير مقبولة، شرد ابناءها الى مناطق اخرى من كوردستان ، وترحيل السكان الأصليين من مكانهم الاصلية.
بعد حرب الخليج الثانية انتهزت الكرد فرصتهم التاريخية وحاولوا إرجاع كركوك وباقي المدن الكوردستانية المستقطعة الى اقليم كوردستان وبطرق القانونية،في عام 2004 كان قانون ادارة الدولة بمثابة دستور مؤقت لدولة العراقية لما يسمى بالحديثة كان مادة 58 ومن بعدها المادة الدستورية 140 مواد خاصة المناطق المتنازعة بين اربيل وبغداد ، لكن الحكومة بغداد اهمل بالعمل والواقع المواد الدستور من تلك التاريخ الى يومنا هذا لم يعمل بأي مادة دستورية يذكر خاصة في مجال التعريب و الترحيل .. في الآونة الاخيرة شاهدت بعض المناطق التابعة الى ناحية سركران في مدينة كركوك الى تعريب بشكل علني وواضح وبتشجيع متواصل من المحافظ غير شرعي و القوات العراقية، قرية (بلكانه) الكوردية منذ مدة تهاجمها التعريبية الذين كانت لهم مستمسكات وهمية وغير قانونية في عهد النظام البعث ، لكن دائما سكان القرية كان لهم بالمرصاد ، ان قرية (بلكانة) أصبحت في الواقع رمزا للمقاومة والصمود والتحدي التعريب في الزمن الجديد.
هناك سؤال جوهري ومهم لماذا يتواصل الحكومات المتعاقبة بمعاقبة الشعب الكوردي و تطهير و تعريب مناطقها التاريخية ، لماذا لم ياخذ الحكومة الحالية دروسا من الماضي القريب و هل تعريب المناطق كوردية لها قيمة ، هناك جواب ان التعريب المناطق الكوردية لم يجلب غير دمار و خراب والخاسر الاكبر هي حكومات العراقية . نعم قرية (بلكانة) سيبقى رمزا للمقاومة والتحدي ضد التعريب واضطهاد كما كانت مدينة كركوك رمزا ضد التعريب و حلبجة رمزا لاستعمال الاسلحة الكيمياوية ،و الكورد الفيليبين وكرميان و بادينان والبارزانيين رمزا للظلم والغدر من قبل الانظمة السابقة والحالية .
