في ذكرى رحيل ادريس بارزاني صديق ونصير للفقراء

في ذكرى رحيل ادريس بارزاني صديق ونصير للفقراء

يونس حمد

2021-01-30T14:51:20+00:00

في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني (يناير) من عام 1987، أي قبل أربعة وثلاثين عامًا، غادر المقاتل إدريس بارزاني عالمنا إثر نوبة قلبية  واستمرفي ذاكرتنا وضميرنا مكانة سياسية ووطنية رفيعة ورمز نضال الحركة الكوردية.

في شتاء 1987 كانت تلك الأيام صعبة على شعبنا الكوردي، فقد الشعب رمزًا من رموزه وأحد أساطيرهم في وقت عصيب في الثورة الكوردية ضد الاستبداد. كانت الأجواء السياسية في تلك الفترة صعبة للغاية في ظل ظروف الحرب العراقية الإيرانية، كان النظام في بغداد يبذل قصارى جهده للقضاء على الحركة الكوردية، ولا سيما القضاء على الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي يملك الإرادة الحقيقية للقضية الكوردية المعاصرة. 

قبل سنوات من رحيل المناضل إدريس بارزاني، قام النظام في بغداد بإبادة جماعية ضد البارزانيين في المعسكرات القسرية قوشتبة وحرير وبحركة، وقبل ذلك إبادة الكورد الفيليين وترحيلهم بذرائع وهمية كاذبة.

كانت تلك الخطوة الأولى في رسم مخطط للقضاء على الكورد وحركاتهم الوطنية والتحررية، بعد هذه الانتكاسات، كانت الحركة الكوردية في ذلك الوقت في حالة وموقف لا تحسد عليهما، بعد رحيل المناضل إدريس بارزاني، ازدادت المأساة ليس فقط بين البيشمركة أو اللاجئين في الشتات، انما في جميع مدن كوردستان والكورد في العالم، التي كانت أيامًا صعبة للغاية من هذه الحقبة الزمنية أمام الكورد وحركاته الثورية.

كان ادريس بارزاني ايقونة نضالية ورمزا للسلام والوئام وكان قريبا جدا من البيشمركة والنازحين بعد نكسة ثورة ايلول سبتمبر وكيفية التعامل مع سبل عيشهم ولم يبخل في مساعدتهم بأي وسيلة، وستبقى أعماله الجبارة في ذاكرة أولئك الذين عاشوا في ذلك الوقت في الجبال أو المدن وفي المنفى. كان إدريس بارزاني مهندسًا حقيقيًا لاتفاق الأحزاب الكوردية على توحيد صفوفها في الجبهة الكوردستانية، وهذا الإنجاز التصالحي التاريخي عزز السلام بين الأحزاب الكوردية، وهي شهادة على الدبلوماسية الجريئة ورؤية الراحل إدريس بارزاني والشجاعة لرسم مسار جديد يفتح الطريق للجبهة الكوردية في تكريس الثورة ضد الديكتاتورية وحصول الكورد على حقوقهم التاريخية المشروعة. 

فقد كوردستان والأمة رجلاً يستحق الاحترام ، ذاكرته الطيبة في نفوس كل كوردستاني محب لوطنه بغض النظر عن ميله وفكره ، نعم توفي قبل أربعة وثلاثين عامًا رجلا كان يحب شعبه ، فبادله الشعب الحب ،بحب نذر حياته منذ فجر أول شبابه على خدمة هذا الوطن وشعبه أحبها الوطن وشعبه .

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon