في ذكرى الأنفال.. هكذا يسخرون الدين لمصالحهم القومية
جلال شيخ علي
الأنفال.. هي السورة الثامنة من القرآن الكريم أنزلها سبحانه تعالى لتنظيم حياة المسلمين أيام بزوغ شمس هذا الدين الحنيف.
بعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة عام استخدمها النظام البعثي اسما لسلسلة جرائم وحشية ضد مكون مسلم جريمته الوحيدة أنه من عرق مختلف طالب ببعض الحقوق الثقافية والانسانية.
الدكتاتور صدام حسين شارك شخصيا في الجوانب العملياتية لجريمة الأنفال من خلال مكتب رئاسة الجمهورية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وهو الذي منح المجرم علي حسن المجيد منصب أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث وبذلك تم منحه كامل الصلاحيات للعبث بحياة مئات الآلاف من الكوردستانيين.
الإعدامات الجماعية و تدمير القرى وتسوية بيوتها مع الأرض وتهجير الكورد ونهب أموالهم وممتلكاتهم، أصبحت السمة الأساسية لحكم النظام البعثي في المناطق الكوردستانية بإشراف علي الكيمياوي المهووس بالعنف والدم...
لم يكتفي ابن عم الدكتاتور بذلك ، فبدأ بحجز الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ في معتقلات سرية ,وقام بتدمير البنية التحتية لكوردستان, ووصلت سياساته العنصرية المريضة لذروتها عند الشروع بتنفيذ المرحلة الأولى من عمليات الأنفال في الثالث والعشرين من شباط عام 1988 في مناطق سركلو و بَركَلو بمحافظة السليمانية واستغرقت ثلاثة أسابيع لتصبح هذه المرحلة الأولى ضمن مراحل جريمة الأنفال الثمانية حيث استخدم خلالها الأسلحة الكيمياوية كـ غاز الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور راح ضحيتها 182 ألف مدني في شتى أرجاء كوردستان وقبلها في عام 1983 كان النظام قد أقدم على قتل وتغييب 8000 شخص من الرجال والنساء والأطفال من أبناء البارزانيين تم دفنهم في مقابر جماعية وسط صحارى وسط وجنوب العراق
جرائم يندى لها جبين الإنسانية الا جبين حكام العرب وعلماء الدين ممن يفترض بهم أن يكونوا خلفاء لرسول الله في قول الحق وعدم السكوت عنه كالشيطان الأخرس
الإعلام العربي بدوره فرض تعتيما على الجرائم في وقت كان يصدح ويمجد بانتصارات النظام على النساء والاطفال الكورد
الاعلام ذاته كان يقلب الدنيا رأسا على عقب عند إصابة طفل فلسطيني برصاص مطاطي لأحد الجنود الاسرائيليين
ربما أعطى بعض الحق للحكام وعلماء الدين والاعلام العربي في صمتهم إزاء هذه الجرائم كونهم يفعلون ذلك لخدمة قوميتهم العربية وهو الشيء الذي فشل فيه علماء الدين الاسلامي من الكورد الذين عجزوا عن الدفاع عن قوميتهم رغم الآيات والأحاديث النبوية التي تعطي الحق للمظلوم الدفاع عن أرضه وعرضه أمام المعتدي الغاصب .. فعن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد.
ومن مات من المسلمين يدافع عن وطنه المعتدى عليه فإنه مات يدافع عن جميع هذه الأمور أو بعضها، وبالتالي فهو شهيد.